رحل المحامي مخايل عون الأديب الشيوعي وصاحب القلم المكافح في مجالات كتابة السيرة والنقد والبحث. خبا كنجم في كبد السماء الليليّة الصافية، حيث أطلّ مشعّاً كنبض الحياة، يعرفه قرّاء "النداء" حتّى الأمس القريب في إطلالاته المواظبة، وله بينهم جمهور ينتظره ويتتبّع في قلمه ما يتجاوز البلاغة والطرافة إلى نبش ما طواه النسيان، وإلى إضاءة الزوايا المعتمة في التراث وفي تاريخ الحركة الوطنيّة الديمقراطيّة التقدّميّة، كما عُرف في المحافل الوطنيّة العربيّة والأمميّة مدافعاً عن القضايا المحقّة للديمقراطيّة والتحرّر الوطني والاشتراكيّة وحركة السلم العالميّة، وكان لقضيّة المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة ضدّ العدوان والاحتلال الصهيونيّين،

اسمع يا بني!
ها أن أكتب اليك، في مطلع العام الجديد، لأترك بين يديك وصيّة، هي كلّ ما يمكنني أن أعطيك إيّاه، إرثاً للغد، وزاداً للمستقبل، وذخراً قد تراه أمانة في عنقك، يوم لن تكون الدنيا عندك لهواً كلّها ، ويوم لن ترى الحياة عبثاً في زحمة الوجود...

ها أنا أكتب إليك، وأنت ما تزال طفلاً يلعب مع أترابه حيناً، ويتشاجر مع أخيه الصغير أحياناً...