كاترين ضاهر

كاترين ضاهر

الصفحة 4 من 9

صدر العدد ٣٨٧ من النداء بعنوان " وبعدين .. سقوط التدقيق الجنائي – الدولار للتجّار ولكن ليس للطلاّب – مؤتمر دولي للمساعدات، هل يرفع الدعم؟ - "


بمناسبة الذكرى الـ 38 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، أقامت منظمات الحزب الشيوعي اللبناني، سلسة نشاطات في المناطق.

 

سمع الكثيرون عن الملاحم البطولية التي سطرها أبطال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)؛ من قيادييها وشهدائها وجرحاها وأسراها... ورفاق كثر مجهولون (مراسلون، طباخون...) وأناس عاديون احتضنوا المناضلين، فكانوا سنداً لحاملي السلاح.
أن تلتقي بعض أولئك المناضلين، ولاسيما من كان منهم مسؤولاً ومخططاً ومنفذاً للعمليات العسكرية، وتدفع تواضعهم المتشابه للحديث، ترى حرصهم على إعطاء الكثيرين من رفاق الدرب حقهم بالنصر، وهنا تدرك كيف انتصرت المقاومة الوطنية.
نقل بعض هذه الحوارات مسؤولية كبرى، خاصة ان الرفاق بدوا كالمتواطئين سراً على سمفونية واحدة "طب مين قلك عني... ليه ما بتشوفي فلان أهم بكتير بالعمل المقاوم". ولأني أحمل في إصراري إرث "جمّول"، بالمواجهة وعدم اليأس، لتحقيق النصر ورثته من والدي رفيق دربهم "وليم"، الذي سألني بعضهم عنه، تواجهنا في العناد، وقد يكون الفائز في هذا النزال هو القارئ.


فقدت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، أحد أبرز قادتها، نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، كمال البقاعي. هو القائد الأول الذي خطط وأنجز كافة العمليات التي نفذتها "جمول" في منطقة البقاع الغربي وحاصبيا ومرجعيون. التحق منذ حداثة سنه في قوات الحرس الشعبي التي أسسها الحزب الشيوعي عام 1970 دفاعاً عن الجنوب، وعن القرى الأمامية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وشارك في مهماتها القتالية في منطقة العرقوب وفي معسكر قبريخا.
وأن نسمع رفاق دربه، يروون بفخر سيرته النضالية والرفاقية والإنسانية، فلا يسعنا إلاّ أن نطمع بالمزيد عن القائد "المعلم" الصلب، الحازم والحذر... الرفيق الهادئ المتواضع، والمبتسم.
لم نعرفه نحن الجيل الجديد، وكأنه عاد بهذا النشاط مع مرضه، لينتشلنا من مرض الاستسلام، لاستكمال نضاله ورفاقه؛ ليقوينا. فحتى في فترة مرضه لم يكن ضعيفاً ويردّد لرفاقه بإصرار "متل ما واجهت العدو الإسرائيلي بدي واجه المرض".


يوماً بعد يوم، يتهاوى ما بقي صامداً من بعض ما يُفترض أن يُسمى البنى التحتية المهترئة التي يتعكّز عليها البلد، ولا سيما الخدمات الاجتماعية وأبرزها القطاع الصحي في لبنان الذي كان يُعرف بتميزه في المنطقة العربية سابقاً، لما لعبه من دور ريادي قبل الحرب في مجال الخدمات الطبية التي كان يقدمها في مؤسساته الاستشفائية المتواجدة في كافة المناطق السياحة والثقافية للرعايا العرب والأجانب، والتي كانت تساهم في إدخال أموال إلى البلد.


صدر العدد الجديد من مجلة النداء بعنوان "اتّحدوا لمواجهتهم"

الصفحة 4 من 9