مورغا: لا أحد في كوبا يحاكم لأنه يقول ما يفكر فيه

لا تتوقف الولايات المتحدة الاميركية راعية الارهاب في العالم، عن محاولاتها المتكررة لزعزعة استقرار جزيرة الحرية في اميركا اللاتينية،

وهي تحاول عبر عملائها الكوبيين افتعال قلاقل داخل هذا البلد المقاوم، لكنها تصطدم في كل مرة، بصمود الشعب الكوبي وثورته بقيادة الحزب الشيوعي فتتحول هذه الاعتداءات الى مناسبة لتجديد الثقة بالقيادة الكوبية التي تولي التنمية في بلادها، منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا، أهمية استثنائية بالرغم من الحصار الامبريالي الاميركي الذي يستمر منذ ستين عامًا.

 

ترقب العالم ونحن منه بالتأكيد، الحدث الكوبي الذي كان منتظرًا ، حيث دعت الكوبية المدعومة من الامبريالية الاميركية في ١٥ تشرين الثاني/ نوفمبر المعارضة الى ثورة ملونة ضد الثورة الكوبية للانقلاب على الحزب والقيادة معًا. وقد أجهض الشعب الكوبي أجهض تلك المحاولة وحولها الى مناسبة لتجديد الثقة بالقيادة الكوبية والحزب الشيوعي، بل تظاهر الآلاف منه في هافانا وحجزوا الأشخاص الذين كانوا يحضرون للاضطرابات في منازلهم، وأخمدوا محاولات واشنطن في مهدها.

كيف قرأ السفير الكوبي في لبنان ألكسندر مورغا هذا الحدث وتداعياته المستقبلية؟

 

ما حدث في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر كان تعبيرًا عن دعم الشعب للثورة وقادتها، وضعف الدعوة والتأييد الشعبي لمن يسمون "المعارضين" الموجهين و المُمولين والمدعومين من واشنطن. نزل الثوار، وهم الأغلبية، إلى الشوارع للاحتفال بإعادة فتح البلاد بعد قرابة عامين من وضع اقتصادي صعب، بسبب اشتداد الحصار والآثار السلبية للوباء. نحن ندرك أننا ربحنا معركة لكن الحرب ضد كوبا مستمرة، ونحن على يقين من أننا سنستمر في المستقبل في مواجهة خطط زعزعة الاستقرار من الامبريالية. أعداء الثورة محبطون للغاية لأن خططهم لتدمير الثورة فشلت مرة أخرى، لكن يجب أن نستمر في إعداد شعبنا حتى لا يتمكن أعدائنا من التلاعب بهم و تضليلهم.

 

هل هناك أطراف معينة تختبئ تحت عناوين وشعارات فضفاضة لكنها في حقيقة الأمر تقوم بتجنيد المعارضين في الخفاء؟

يواجه جميع الذين ارتكبوا جرائم ضد الأمن العام والاستقرار، وتخريب المحال والمؤسسات العامة الأخرى اليوم إجراءات قانونية للمساءلة عن أفعالهم، ومن بين المعتقلين هناك أيضًا أعضاء في ما يسمى بحركة "سان إيسيدرو". ستكون الثورة عادلة وحازمة في نفس الوقت، لا يمكن السماح لمجموعة من الأشخاص الذين يتلقون رواتبهم من الخارج بتعريض أمننا للخطر ، وأي شخص ينتهك التعايش ويسعى إلى زعزعة استقرار البلاد سيحصل على محاكمة من عدالتنا، دائمًا على اساس القوانين و الدستور.

 

اشترط الرّئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما تشريع استعمال الانترنت في كوبا لاستكمال عملية التّطبيع بين البلدين التي بدأ التفاوض بشأنها عام 2014. اليوم، أكثر من 7.5 مليون نسمة من سكان كوبا البالغ عددهم 11.2 مليون نسمة يستخدمون الانترنت بمعدل انتشار بنسبة 67٪، وهو أعلى رقم ​​في أمريكا اللاتينية. وواشنطن التي تزعم أنها تسعى لتحقيق رفاهية الشعوب وبسط الديمقراطية تمنع عن الكوبيبن الوصول إلى أكثر من 140 موقعًا بسبب التشريعات الأمريكية، بما في ذلك المواقع المهمة في العلوم والصحة والفنون والتعليم لكنّها تسمح باستعمال مواقع التواصل ولأهداف باتت معروفة للجميع.

كيف تقيمون عملية ادخال الانترنت الى كوبا؟

 

كان قرار منح المواطنين الكوبيين خدمة الإنترنت قرارًا حكيمًا، ففي عالم معولم من العبث أن تنوي عزل شعبك عن بقية العالم، صحيح أن الاستخدام المكثف للإنترنت قد هون على الولايات المتحدة الوصول إلى الشعب الكوبي، و اعطاهم فرصة اكبر للتأثير على كوبا وجذب المتخاذلين المحتملين، ولكن في الوقت نفسه تمكنت كوبا من إرسال رسائل التضامن والسلام إلى العالم، تمكنت من ايصال الى العالم أنه على الرغم من الحصار لدينا اليوم 5 لقاحات ضد Covid-19 طورها علماؤنا، وأنه اعتبارًا من 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، تفتح البلاد مرة أخرى للعالم مع أكثر من 80 ٪ من سكانها ملقحين بالكامل. نحن نعلم أن منح المزيد من خدمة الإنترنت لشعبنا ينطوي على مخاطر، ولكن في ضوء ذلك، لا يمكننا إلا إعداد مواطنينا بشكل أفضل بكثير من وجهة نظر سياسية وأيديولوجية، وان يفهموا أنه على الرغم من أننا في كوبا نواجه صعوبات اقتصاديةبسبب الامبريالية لإضعافنا وإعاقة تنميتنا، فإنهم يتمكنوا من رؤية المشكلات التي تواجهها الشعوب الأخرى في قارتنا والعالم في أمور مثل الصحة أو التعليم أو الغذاء أو السكن.

 

قد يكون هناك أشخاص داخل المجموعات النسوية ومجتمع الميم يسمحون لأنفسهم بأن يتم التلاعب بهم ويعبرون عن آراء معارضة للحكومة، قد لكن لن يتم الحكم عليهم إلا إذا ارتكبوا الجرائم العامة، لكن بشكل عام تدعم الثورة الحركات النسوية وحقوق مجتمع الميم، ولا أحد في كوبا يحاكم لأنه يقول ما يفكر فيه، حتى لو كان ضد الحكومة. لا تميز القوانين الكوبية الناس حسب ميولهم الجنسية أو ميولهم السياسية، وأي شخص ينتهك القانون يجب أن يتحمل العواقب.

 

القطاع الصحي في كوبا ليس متطورًا فحسب بل هو من الأفضل في العالم، وتمكنت كوبا في خلال السنتين الماضيتين من إنتاج خمس لقاحات لمكافحة جائحة كورونا وهي بصدد الوصول إلى تلقيح الشعب الكوبي بشكل كامل، هل سنرى اللقاح الكوبي قريبًا في بلادنا وفي البلاد الفقيرة؟

 

إن وصول اللقاح إلى بلدان أخرى في العالم وعلى وجه الخصوص لبنان سيعتمد على مصلحة حكومة كل من البلدين ، وإذا كان لبنان مهتم بلقاحاتنا، فسنكون على استعداد للعمل ليس فقط لإحضار لقاحاتنا، ولكن أيضًا نحن مستعدون للعمل على  إنتاجها في البلدان التي تطلبها. لا تكتفي كوبا بالترويج لتصدير لقاحاتها فحسب، بل إنها تشجع أيضًا على نقل التكنولوجيا حتى تتمكن البلدان الأخرى ، وخاصة دول العالم النامي، من التمتع بالسيادة في إنتاج اللقاحات ولا يتعين عليها الاعتماد على شركات الأدوية الكبرى في العالم، ولا ننتظر صدقة الدول الغنية.

 

هل تعتقدون أن كسر الحصار الذي تقوم به واشنطن سيتوسع ويكبر ويشمل بلاد أخرى غير الصين وروسيا وايران، وما هي منافذ تخطي هذا الحصار ومن هي الدول التي تعولون عليها في هذا الصدد؟

 

لطالما عارضت كوبا الحصار والتدابير القسرية والعقوبات المفروضة من جانب واحد على أي دولة، لأنها تنتهك الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ويجب أن يتوقف الحصار المفروض على كوبا لأنه غير قانوني وغير إنساني. يجب إزالة جميع أشكال الحصار والعقوبات المفروضة على أي دولة من دون قيد أو شرط. بالطبع ، إذا تم إلغاء الحصار المفروض على كوبا ذات يوم ، فسيكون بالتأكيد انتصارًا كبيرًا ويمكن أن يساعد في إزالة الحصار والعقوبات الأخرى التي تطبق اليوم على دول مثل روسيا وإيران وسوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا أو الصين. لانهاء الحصار علينا أن نعزز التضامن العالمي وخاصة من أصدقائنا، فقد كانت دول مثل الصين أو روسيا أو فنزويلا تشكل دعمًا مهمًا لكوبا في كل هذه السنوات من الحصار القاسي، ومن ناحية أخرى علينا أن نعمل بجدية أكبر من أجل تطوير مواردنا الخاصة والاعتماد بشكل أقل على الخارج.

 

كلمة أخيرة تودون توجيهها الى الشعبين اللبناني والفلسطيني؟

 

إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني، أبعث بتحية حارة من الشعب الكوبي ، نحن تجمعنا سنوات طويلة من الأخوة والتضامن، أطلب منهم الاستمرار في مقاومة العدو الصهيوني والإمبريالي وعدم فقدان الثقة بالنصر.