شكّلت انتفاضة الخريف منعطفا زمنياً في تاريخ الصراع الشعبي مع دولته الحاكمة، إذ تحولت سريعاً من تذمّر إلى تمرد إلى حراك منظّم إلى حراك شبه منظم إلى انتفاضة شعبية من دون أن تبلغ الثورة. تمكنت هذه الانتفاضة الشعبية من صفع السلطة المتهالكة والمأزومة من دون أن تستطيع أن تحول الصفعة إلى بديل ثوري جاهز ما أضاع فرصة تاريخية لحركات النضال الوطني اللبناني لإعادة تشكيل السلطة على اسس وطنية لا طائفية وعلى أسس العدالة والاقتصاص من السارق والناهب للمال العام.


الحركة الشعبية قالت كلمتها، من 17 تشرين حتى يومنا هذا: النظام سقط والنموذج السياسي - الاقتصادي الذي أرساه تحالف رأس المال المالي وزعماء ميليشيات الحرب خلال العقود الثلاثة الأخيرة انهار، وها هي تداعيات إنهياره تنهمر على رؤوسنا وجيوبنا وأحلامنا.

 هو ٢١ حزيران، يوم "الشهيد الشيوعي"، يوم شهداء الحزب الذين سقطوا على درب النضال الطويل، درب التحرير والتغيير، درب فرج الله الحلو وجورج حاوي وأحمد المير الأيوبي... وكل الشهداء.
يوم نوجّه فيه أسمى التحيات إلى قوافل شهداء الحزب الذين سقطوا في مسيرته الطويلة تحت التعذيب والخطف والاغتيال وفي مقاومة الاحتلال الصهيوني ومشاريع التقسيم والفدرلة الطائفية، ومن أجل الخبز والعلم والحرية.

2-2- المسار اللبناني/ العراقي: خصوصية المطالب وجذرية الممارسة.
تتمثّل خصوصية المطالب في المسار الثوري بلبنان والعراق من خلال خصوصية المسألة الديمقراطية في البلدين، إذ لا زالت الطائفية والمذهبية سمة للمجتمعين بفعل السياسات الرجعية لأنظمة الحكم وللطبقات الطفيلية المسيطرة والتي تتغذّى من المُعطى الطائفي لمواصلة تنفذها وهيمنتها على المجتمع ومقدّراته.

هو الأول من أيار عيد العمال العالمي، العيد الذي غيّر وجه العالم قبل نحو قرن ونصف القرن، ودخل التاريخ من بوّابة انتفاضة الطبقة العاملة ضد أبشع أشكال الاستغلال الطبقي والرأسمالي. إنه العيد الذي فتح الآفاق أمام الطبقة العاملة لتتشكّل في نقابات وتنظيمات تخوض النضالات المعمّدة بالدمّ والكفاح، متسلّحة بالزاد المعرفي والنظري الذي قدمه الاشتراكيون والشيوعيون الأوائل وفي طليعتهم كارل ماركس.