شجرة الحُبّ .. أهزُّها .. لعام 2022

عند هدهدات المنامات ، أتخطّف حكاياتنا معاً ، وهي في الروح .. كلّما فتحتُ عليها ، أذهب فيها إليك .. وأنتِ فيَّ ، الوفية الملكة السيدة ربّة الحسن والجمال ، والنّور لي ، ولي قلبكِ حُبّكِ دعاؤكِ ، كلّكِ أجمل ما بي ..

 

ليس غير مشاويرنا ، التي استمتعنا بدفئنا معاً ، وبأنّ الحياة تُعيد علينا المشاعر ، نضحك لاكتمال شجرة الروح ونفرح ، وكلّ الأحاديث ترياق الزمن ، ومن العيون من قلبينا حيث تنام الشمس وتنهض ، حيث ينير القمر شموع السنابل ..

 

زمنُنا معاً .. كاسرُ الأبعاد ، وفوق كتف الوقت إضبارات الفصول والمواسم ، أيضاً ، التي رسمناها وحلمنا بها ، التي حملناها في العقل .. في أمداء الروح ، حتى وقعنا فينا ، وأنّها المطارح الطفولية ، دعاء الأهل .. لا تُزهَق ، لا نُرهَق ، لا نُصرف عن باب التوكّلِ والرجاء ..

 

كنّا .. وسيظلّ العشق يقيناً موجِعاً ، جميلاً ، رائعاً ، غريب الانفعال ، شقيَّ الملاعب ، لأنّه الحُبّ .. ملك القلوب  والأرواح ، يضجّ .. لا يترفّق ، يواصل احتراقه فينا ، احترافه ، كلّما تذوّقنا حلاوته ، طلبنا المزيد ، لا منتهى ، فمن انتهى لم يعرف الحُبّ ..

 

جمعتُ ربيعاً تلو ربيعِ تلو عِشقٍ ربيعيّ الوصال والجنان ، ولا انحناء لمكانٍ وزمان .. هما فينا ، في أشواقنا ، في أحلامنا ، نلوذ بحرارة شغافها ، نكسر أغلال توهةِ دنيانا ، وما كان .. نلحق بنا ، إلى ركننا ، إلى الممكن بحُبٍّ وايمان ، والأمل الهيمان ، سيكون فرقان بلوغنا ، لا حاجة لمفتاح ، كلمة السرّ أُحبُّكِ ..

 

أعشقها، التي أعشقُ، في حواشي المطر والعطر والريح، خيلٌ مِدادٌ وخيالاتُ معلّقاتٍ ونذور ..

وليلةً بعد ليلةٍ أرتقي صليبي كي أُقيمَ نذوري، فوق خشبة الحياة لمسات الغيوم والنجوم، وبعضي من مكاحل النسور..

ولأنها الدّنيا الموحشة، قصدتها إليكِ عاشقاً، ولستُ أدري متى كنّا أو نكون، لا تخطئ روح العشق، روحي الثائرة من نارٍ ونور ..

 

عيناك ، وأنّي لأراني فيهما أتبعهما إليكِ ، أسرد أبديتي بخلودي فيهما ، في ما أسعى ومَن يسعى ، وهذا السرُّ الكونيُّ ، وعلامات النجوم والمعارج والأفلاك والمجازات،  وهاتي الحواسّ والمنامات بحبلها الأقحوان ، وفوق أجنحة الفراش مدن الفضائل وأنهار اللبن والعسل ، فوق لساني مذاقٌ غير مذاق .. فمن تذوّقه اكتشف كُنهَ الحياةِ، وسِرَّ الروح ..

 

وليس أُصلّي .. لا صلاةَ تُقبَلُ بلا حُبّ ، لا دعاء يُرفعُ بلا حُبّ ، لا ذنب يُغفر بلا حُبّ ، لأن الحبَّ إيمان ، لأن الإيمان سدرة الحُبّ والمنتهى .. أُحبُّكِ ، لأنّا ممتلئا الحُبّ ..

 

هاتفٌ لخواطر نورانيّة ، لستُ أدري كيف تحضرني ، مشاعر تزداد نوراً يقيناً وجمالا ، فأمعن في ذاتي ، في تلك الأعماق الماورائية ، كيف اهتديتُ .. وأهتدي إلى سبلها ، كأنّي كنتُ زرعاً في عوالم وعوالم ، بشرياً يبحث عن روحه ، فإذا تسادلنا إلى الوجود .. تلاقينا ، قدرُنا الرائع النّور ..

 

قيل عن الحُبّ ، شعراً نثراً توجّداً وألما، نعم ، الحُبّ موجِع ، يتداخلُنا بلا إيذان ، نذهب فيه شوقاً ، نلهو في أبوانه ،  نستجدي ألوانَهُ .. تزيّنُنا ، نجرؤ بما لا يُحَدّ ، جرأتنا نصدم بها ذواتنا ، يا للعشّاق .. كيف يختارون وجع الحُبّ عن سابق عاشقٍ ومعشوق  ..

 

وإذا الأيامُ  مهيضةُ السّطور ، حملتنا أرواحٌ من سفرٍ بعيد ، نقرأ في كتاب الحُبِّ .. ولم نتعلّم القراءة ، فكان .. إقرأ باسم الذي وهبَ الحُبَّ .. قلبَ الحبيب ، وحسبُنا خُلِقنا بحُبّ ..

 

وكان ، أرسم رِعشاتِ الفجر بتثاؤبِ المرايا ، وأخلع قفازات الليل لغزالة الصُبح ، وأنتظر وجهَ القهوةِ يرسم لي طالعي ، فأضحكُ لروحٍ تُدغدِغُ روحي ، تندفع في قلبي بأفراس الشوق ، بعينيَّ أبصِرُ أجمل اللقاءات والذكريات ، كان .. وتصير مشاعري أجنحة الورد تطيرُ ، ترفرف إليها .. حبيبتى ..

ماذا فوق الدّمِ يعدو تحت جِلدِ الإنتظار ، لا يستكين لهروبي ، يُطاردُني فيَّ ، ماذا وتحت الغيمات عينان تستغيثان ، ماذا ويداي تحبسان مِدادَ الموقِ .. لأسبابٍ أجهلها ، لكن أحملها فوق الماء ، لكن أحملها على الإعتراف ، لكن أنا الموعود الراضي بأجمل قلب ، بربّةِ الجمال .. التي أهلي وطني خلودي ..

 

عن حيواتٍ كاملة الأوصاف ، حطَطْنا هنا .. وهنا نطلع من مرايا الزمن ، ندوّن باسم الأعلى ، فصَدَقَنا وعْدَهُ ، نستظلّ نجومَ الأكوان  .. نقطف من بساتينها قناديلَ مموسقة ، عطوراً عنبريةَ الأحاسيس ، لمساتٍ لنا ، كنّا أودعناها ليوم الوصولِ هنا ..

 

لا همّ .. هي الدّنيا هكذا ، على حالها منذ الأزل ، ونحن على خطّها السرمديّ لا نخلد فيها ، فما بين المنزلتين لا شيءَ، لا نُغلق على وجوهنا ، سوف تُفرَج ولو بعد حين ، وهو يقين المؤمنين الثابتين ، فنرى في القسمة ظلماً ، حلماً سيرى النّور ، قمراً أرى على وجنتيكِ .. أُقبّلهما شفتاك ، لا ينال اليأس منّي ، لا أفقد دربي أملي حلمي يقيني إيماني وأماني وأنتِ معي ..

 

وأنتِ معي .. معي كلّ ما خلق الرحمن ، هيمان .. وتلحق بي أفراسي الأسطورية ، نحتاجها الأسطورة لإظهار واقع الصورة ، حيث تنكسر سيقان القسوة ، حيث الشغف بألوان الجِنان ، تلك الربوع الربيع فتاتي تشدّني إليها ، أشحذ بنات أفكاري بلهفة ، في القلب .. عند ضفة الأوراد النديّة ، ستكون الليالي الدافئة المحتشدة بالشّوق بالحُبّ بالهُيامِ والجمال  ..

 

لا وقتَ للحُبّ ، الحُبُّ لا يؤقّتْ ، لأنّهُ الحُبُّ .. يستمرُّ بلا نهاية،  الحُبُّ خالدٌ ، جوهرُ الحياة ، يجيء كريماً خالصاً لعشق روحين ، لقلبين يظلّان اشتعالاً ، لا يظمآن لغير هوى ..

 

مشاعرُ نتبادلها بعمق النظرات ، بملمح ذكرياتٍ لا تغيب ، تظلّ حياةً فينا  .. إتقاناً روحيّاً معقود الوصال ، فلا تبرد المشاعر .. تصيرُ جِناناً غنّاءةَ الروح البوح ، حتّى نتلامسَها ، حتّى تدمعَ العين ونضحك  ..

 

الدّنيا .. مثلها الأرواح ، ثمة قصصٌ نستعيدها ، نحبر فيها رؤانا ، كونَها خزينَ الحُبّ ، الذي أسمى ما في الأكوان ، وهو الظنّ الحسنُ النافي للتعب ، الصامت الممتلئ الكلام ، الذي نعقدهُ لياليَّ العشق ، والرضى ملائكُ أنوارنا  ..

 

تتباسق الأفكار كالأزهار ، في تالدها .. إبحارٌ لوجهٍ كريم ، نسكنهُ اعتلاءً ، متذاوباً القلبُ ينبض ، وفي عيون الروح ينابيع الانصهار ، كلُّ واحدٍ في الواحد مِنّا ، نعيش تكاملاً ، سلاماً مراغمةً عن أوداء الحياة ..

 

وإنّني أسافر معكِ .. أتعلّق بمشاعركِ .. أدخلُ نورَكِ .. فيه أُقيم .. في روحكِ .. وتلك المصابيح في دمنا .. في خلايا الصباح .. والأفلاك تغتسل بمآقيكِ الذهبية .. بندى شعمرُكِ المُشّع المتلألئ بعسجد الشموس .. وأظلّ أطلع إلى إشراقكِ..

 

واكتملتْ روحي .. ورقص قلبي .. وضحكت عيناي .. فحَنَّ الليلُ يفتح لنا ضوءَ الفجر .. وارتسمت علامات النجوم  .. تهدي العشّاق إلى ينابيع عشقنا .. وتلك براعم الغيمات .. تتفتّح أثوابها البيضاء .. تهدينا من زهراتها المتلاونة الأشواق ..

 

لقد نقشتُ على الغروب بمداد الأصيل  .. على الضحى بندى الشغف .. أُحبُّكِ .. ذات لقاءٍ ، في نهارٍ رائع ، ولي لثماتٌ ذات أبعادٍ ، أظلّ أسبرُها ، أحملها إليكِ .. ولا لأغادر ، مهما ابتعد جسمي ، فألقاكِ بروحي الشغوف ..

 

كان أن نحظى بالحُبِّ .. معاً ، واللقاء الأوّل .. كان سفينةَ النجاة ، حبانا الله نعمةَ رحمةَ سلامَ الحُبّ .. وأنتَ

حبيبتي ، أتبع علامات السّماء إليكِ .. إلى نوركِ الوضّاء .. إلى مهدكِ السلام والكمال والجمال ..

 

كان .. أن حُبينا أرقَّ روحٍ  .. تذوي لها النفوس حُبّاً ، ثمّ تنهض مجدّداً لأجلكِ ، لأنّكِ السلام ، لأنّكِ الحُبّ .. كان ميلادُكِ المجيد السعيد المُبارك ، كان .. جئتِ إليّ من نورٍ ساطع  ..

 

كان .. الوعدُ .. وكان الإنتظار ، كانت لي النجاة .. لأحظى بإكسير الحياة .. أنهلهُ من شفتيكِ .. والله يأخذ بي إليكِ .. وقد وجدتكِ في روحي .. فيها منذ بدءِ الوجود .. وإن سئلتُ .. تناهت إلينا رائحة الجنان .. في تلك الشعلات المضيئة  .. يتفجّر الوجود بطفلةِ .. بغادةِ الروح والقلب ..

كلّ عام وأنتِ الحُبّ ..

 

وعدٌ سماويّ .. سألتقي بقلبي بروحي في دُنيانا .. بالأمل والجمال .. بأحلامٍ تتفتّح ..

دُنياكِ الحياة .. التي أُقبِلُ عليها .. أُقبِّلُ روحكِ قلبكِ شفتيك وجنتيك ، كلَّكِ ، يا ذات النّور والكمال ..

وعذب المشاعر أوسّدها حيث اللمسات .. وإذا الدّنيا انقشعت وأقبلت ، كنّا معاً ، ونظلّ معاً فاعميْ عبير روحينا ..

 

من بعضها ، من ذاتها ، من أعماقها ينابيع الأرواح .. نسري بها إلى اللقاء الأوّلِ المغروس في الصميم .. من شميمها ترفرف الأحاسيس .. يتراءى عشقنا قبل وبعد .. الآن ، وأهداب اللازورد .. تهدي العاشقين كُحلاً من زرقتها ، والليل إذا تدانى .. خلعنا جلباب النهار ، لغرامٍ لا تكفيه الليالي ..

 

شجرة الحُبِّ .. أهزُّها ، تلك التي تركتها بنقش قلبينا هناك ، أهزّها في صمتٍ روحيٍّ .. في المسافات .. في الصلاة ، وأملأ من نشوها كأسَ .. ليلةٍ بعد ليلة ، لأظلَّ أستيقظ لقلبي معكِ حبيبتي أنّى كنتِ .. وكنتُ ، وليس غيرها شجرة العشق ، أهزّها الدّنيا لأجمل ما في الوجود والفؤاد ..