بعد أن وصل فيروس "كوفيد - 19" (كورونا الجديد - الإلتهاب الرئوي التاجي) إلى أرقامه الإحصائيّة المطمئنة في الصين، بتسجيل تراجعٍ في نسبة أعداد المصابين والمتوفّين يوميّاً، لا بدّ من وقفة تأمليّة سريعة لاستخلاص بعض الدروس مما حدث في الصين ومن ردة فعلنا كجمهور متلقّي، لا حول له ولا قوّة.

أظهرت جولات النزاع والمفاوضات بين الصين والولايات المتحدة الأميركية أنّ تدابير واشنطن زادت من الشكوك حول جدوى تلك المفاوضات بين البلدين. كانت الصين تأمل أن تدرك الولايات المتحدة العواقب السلبية لإجراءاتها وتتخذ الخطوات اللازمة لتصحيحها في الوقت المناسب. لكنّ ترامب اعتبر أنّ خسائر الطرف الصيني تتجلّى بكون 50% من الشركات العالمية تتأثر بأيّ قرار أميركي، وأكّد ذلك المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، قاو فنغ.

تركّزت عيون العالم وأبصاره في النظر إلى الاستعراض الأسطوري للجيش الصيني في بيجين (بكين) احتفالاً بالذكرى السبعين لتأسيس الجمهورية الشعبية. اكتمل الاحتفال بنشر مواد إعلامية على نطاق شامل عاش من خلالها كل مواطن صيني، من أمّة تجاوز عديدها المليار ونصف المليار نسمة، أهمية الثبات والمثابرة، كلّ فرد حيث هو في مجتمعه وعمله، بمن فيهم كبار المسؤولين وقادة الدولة. من أهم تلك المواد الفيلم السينمائي "أنا ووطني الأم" الذي حقق في شبابيك التذاكر أرقاماً قياسية، إضافة الى سلسلة "نحن سائرون على الطريق السليم" (مجموعة من الأفلام الوثائقية بثّتها قنوات تلفزيون الصين المركزي).

تحتفل الصين قريباً بعيدها الوطني السبعين، بعد مسيرة نهوض قلّ نظيرها في مشارق الأرض ومغاربها، من الثورة مع الرئيس المؤسس إلى الانفتاح والتطوير خلال السبعينيات إلى إعادة إحياء طريق الحرير على صورة العصر وشاكلته. كما أنّ الشركات الصينية، لا سيّما هواواي، التي، رغم كل ما تتعرّض له من قنص وحصار وغيرها من طقوس "الحرب"، لا تزال قادرة على إنشاء مكتب إقليمي لها في أوروبا بمليارات الدولارت، إضافة إلى رعاية المواهب والمهارات التي يستلزمها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بميزانية تفوق تلك التي تخصص للأهداف ذاتها في الولايات المتحدة والدول الاوروبية مجتمعة.

يوم تم انتخاب الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، غاب عن معظم الوسائل الإعلامية خطابه الرئاسي الأوّل الذي تحدث فيه عن رغبته في رؤية كوريا موحّدة. وكان خطابه في عدم رغبته بوجود دولة معادية على حدود الصين منطقيّاً. مع الوقت تبلورت مبادرة "الحزام والطريق" وأصبحت الصين، بهيكلتها الدولية، دولة عظمى فريدة تسعى بشفافية لسياسة الربح من كلا الطرفين الممسكين بالحبل.