مئة عام وعام من نبض الناس…

في زمنٍ تتبدّل فيه الوجوه، وتتهاوى الشعارات، وحده الحزب الشيوعي اللبناني الصّوت الذي لا يخفت. 

مئة عامٍ  وعام مرّت منذ انطلاقة الحزب، وما زال واقفًا في صفوف الناس، والكادحين.

منذ البدايات، لم يكن الحزب الشيوعي مجرد تنظيمٍ سياسي، بل حركة وعي وتحرّر، جمعت بين النضال الطبقي والمقاومة الوطنية. 

هو من خاض معارك التحرّر من الاستعمار، ثم واجه الاحتلال الإسرائيلي، وكان له في الجنوب وبيروت والجبل دماء شهداء رسمت خريطة الكرامة على أرض الوطن.

اليوم، في العيد الـ101، نحتفل لا بتاريخٍ مضى، بل بتاريخٍ ما زال يُكتب. 

نحتفل بجيلٍ جديدٍ من الشيوعيين الذين لم يرثوا الفكرة فقط، بل أعادوا تجديدها على ضوء الواقع، فحملوا القلم كما البندقية، والهتاف كما الحلم.

يرى الشيوعيون الشباب اليوم في حزبهم مساحةً للحرية، وللفكر، والإنسان. 

يرونه بيتًا يأوي المهمّشين، وصوتًا يُعبّر عن الفقراء، ومنبرًا لا يساوم على الوطن.

إنّ مئة عام وعام ليست مجرّد رقم، بل تراكم تجربةٍ وشجاعةٍ وتضحياتٍ متواصلة. هي دعوةٌ لنستمر في النضال من أجل العدالة الاجتماعية، والعلمانية، والمساواة، ومن أجل لبنانٍ لا يُباع ولا يُشترى.

فكل عيدٍ للحزب هو ولادة جديدة للفكرة التي لا تموت، فكرة الإنسان الحر، العامل المنتج، المرأة المقاومة، والطالب الحالم بوطنٍ يليق بأحلامه.

من “جمّول” إلى الساحات، من دماء الشهداء إلى أقلام الكُتّاب، من العمال والفلاحين إلى الطلبة والنساء، يستمر الحزب الشيوعي اللبناني شعلةً

شعلةً تنير درب الذين يؤمنون بأن الوطن لا يُبنى بالحياد، بل بالموقف.

كل عام والحزب الشيوعي اللبناني في قلب شبابه، وفي قلب لبنان الذي نحلم به جميعًا.