بين الجد واللعب

سلوك باسيل يؤدي إلى "باسيلوشوتية" وليس "باسيلوفوبيا"

بدأت قبل بضعة أيام الماكينة الإعلامية لوزير الخارجية جبران باسيل بالترويج لتعبيرٍ سياسي جديد في لبنان هو "باسيلوفوبيا"، وقد ورد هذا التعبير فقط على لسان بعض نواب كتلة "التيار الوطني الحر" دون غيرهم. وهو يعني باللغة العربية "الرهبة أو الخوف من باسيل".

إن لجوء السادة النواب إلى استخدام هذا التعبير ناجمٌ عن شعورهم الخاص نحو رئيسهم الوزير باسيل وعمّا يشاهدونه من ردودٍ على ما يفعله ويقوله، فيكاد لا يمر يوم واحد من دون أن يصنع بسلوكه أو كلامه أشكالاً مع طرفٍ سياسي محلي أو إقليمي. ولا داعي للتفصيل هنا، فمن يتابع تصريحات باسيل يشفق على نوابه وأنصاره وبالأخص على وزرائه المغلوب على أمرهم بعد أن أجبرهم على توقيع استقالات مسبقة واحتفظ بها في خزنته.

إن شعور معاليه بفائض القوة ناجمٌ عن كونه رئيس أكبر كتلة نيابية وأكبر كتلة وزارية، ناهيك عن امتلاكه دعماً غير محدودٍ من رئاسة الجمهورية وعن تحالفه مع أكبر تيارين سياسيين آخرين في البلاد (السني المتمثل بتيار المستقبل والشيعي المتمثل بثنائي أمل-حزب الله)، فراح يحارب طواحين الهواء عندما لم يجد من يحاربه، فاستحقّ بذلك صفة "باسيلوشوت" تيمنّاً بدونكيشوت. إن افتعال المشاكل لن يمهد الطريق له إلى رئاسة الجمهورية، وبالتأكيد فإنه مع هكذا أداء سياسي لن يرى قصر بعبدا بعد رحيل عمه إلّا في الصورة.
******
عسكر السودان المرتزق عند التحالف الخليجي المصري يخلع قناعه ويقتل شعبه
وأخيراً وبسرعة قياسية أسقطت الطغمة العسكرية في السودان القناع عن وجهها وفعلت ما كان طلبه منها الرئيس المخلوع عمر البشير قبل أكثر من شهرين، فقد اقتحمت ميليشياتها المسماة "الجنجويد" الاعتصام السلمي قرب مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة الخرطوم بقوة السلاح وقتلت أكثر من مئة متظاهر وجرحت أكثر من 400 لتتبع ذلك بحملة اعتقالات واسعة طاولت قيادين في الحراك المدني.

لم يكن لدى قادة الحراك المدني وهم بأن العسكر سيسمحون لهم بإقامة دولة مدنية في السودان، لذلك فاوضوا بقوة ورفضوا أيّ تسوية لا تسلم الحكم للمدنيين، فيما كان العسكر يراهنون على تبعيتهم للتحالف السعودي الإماراتي المصري لتأمين الغطاء السياسي العربي والدولي للمجزرة التي ارتكبوها.

في قراءة سريعة للوضع في السودان، من الواضح أن العسكر الذي حكم البلاد منذ قرابة خمسين عاماً فشل فشلاً ذريعاً في إقامة مقومات دولة أو في الحفاظ على السودان، فتحت سلطة العسكر قامت حرب أهلية وانتهت بتقسيم البلاد إلى دولتين واحتمال قيام دولة ثالثة أيضاً. وتحت هذه السلطة أيضاً تحول الشعب السوداني إلى أفقر شعب في المنطقة العربية بعد الصومال وتحوّل جيشه إلى مرتزقة عند آل سعود ليحارب نيابة عنهم في اليمن، من اجل كلّ ذلك لن يتوقف الحراك المدني وسينتصر.
******
بعد إعلانه ضم القدس والجولان للكيان الإسرائيلي ترامب يضم القمر إلى المريخ
عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام الماضي ضمَّ مدينة القدس لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وأعلن هذه السنة ضم مرتفعات الجولان السورية لهذا الكيان أيضاً، ووجّه بردودٍ شعبية عربية شاجبة وبردودٍ دولية رافضة. أمّا القوى السياسية العربية المعروفة بعدائها للسياسات الأميركية، فقد رأت في إعلاني ترامب جنوناً يدفع المنطقة إلى بحرٍ من الدماء.

ولكن في الأسبوع الماضي أصدر ترامب إعلاناً تجاوز كلّ حدود المنطق والعقل عندما قال في تغريدة له أنّ كوكب القمر هو جزء من كوكب المريخ. وهذا يعني باختصار أن ترامب أعلن ضمَّ القمر الذي يدور في فلك كوكب الأرض إلى كوكب المريخ الذي يبعد عن القمر حوالي 130 مليون كيلومتراً.

وأطرف ما في التعليقات على الموضوع أن وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" قالت أنّه ليس هناك ما يشير إلى أن القمر كان يوماً ما جزءاً من المريخ. وتماماً مثل تعليق "الناسا" قال شعب فلسطين لترامب بالحجر والدماء أن القدس لن تكون جزءاً من كيان غاصب ولو بعد ملايين السنين.
******
لتعليقاتكم على البريد الالكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  • العدد رقم: 359
`


ماهر أبي نادر