بعد أيامٍ على عرضهما، ما تزال الدوافع وراء إنتاج المسلسلين الدراميين الخليجيين اللذين يروِّجان للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، والمجَدْوَلَين للعرض طيلة شهر رمضان، غير واضحة. ويدفع غياب هذا الوضوح إلى التركيز على نقطةٍ واحدةٍ وهي أن الأمر بمجمله يندرج ضمن خطة التقرّب السعودي من الإسرائيليين، والحاجة إلى إثبات حسن نيات هذه الخطة بتنويع أشكال التطبيع معهم. وعلى عكس ما دَرَجَ عليه الحكام العرب منذ تأسيس الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين، سنة 1948، في انتهاجهم سياسة معاداة إسرائيل ومناصرة القضية الفلسطينية لإسباغ شرعية غير قابلة للشك على حكمهم، على عكس ذلك، يتوسَّل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، شرعيته عبر التقرّب من الإسرائيليين، بعدما سلَّم بكل شيء للأميركيين من أجل الحصول على تلك الشرعية التي يعرف، قبل الغير، أنه يفتقدها.