الصهيونية العربية رأس حربة المشروع الأميركي الصهيوني

 

بعد انكشاف التحالف الصهيوني- الرجعي العربي، وخروجه إلى التصريحات العلنية، وبدون مواربة. يمكننا اليوم استخدام مصطلح "الصهيونية العربية" كمفردة في اللغة والخطاب السياسي. الصهيونية العربية، باتت تقوم بلعبتها القذرة علانية وبدون خجل، وتمثّل الآن رأس حربة العدو الاسرائيلي، وخط الهجوم الأول للإدارة الاميركية، لتصفية القضية الفلسطينية. إذ يعمل العربان "المتصهينون" إلى التأثير المباشر بالإعلام والضخ المالي، داخل البلدان العربية للتأثير على شعوبهم، إلى جانب الدور الاميركي المتمثل بالمحافظين الجدد، بالتماهي مع مكوّن اجتماعي جديد يُعرف "بالمسيحية الصهيونية"، التي باتت كمنظمة تضم الآلاف من الأميركيين والأبI الروحي لها الآن يٌعتبر الرئيس ترامب، وتعمل بالتنسيق المباشر مع قادة الكيان الصهيوني، كعملية متسقة، تهدف إلى بناء الدولة اليهودية والتي برأيهم الميثولوجي والايديولوجي، تعجّل بقدوم المسيح "الحقيقي"، ويتم إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي، واستبداله بشعار مبتكر تمَّ ترويجه، منذ تولّي ترامب سدة الرئاسة، ألا وهو التصدّي للمدِّ الإيراني والمقاومة. ويقصد بذلك: مقاومة المشروع الاميركي الصهيوني الرجعي العربي، الذي تمّ رسمه للمنطقة، إقامة الدولة اليهودية، وتفتيت المنطقة، ونهب ثرواتها الوطنية، تحت مسمّى “الشرق الأوسط الجديد".

الحلف الجديد، يضمّ الولايات المتحدة الاميركية والعدو الاسرائيلي والسعودية، ناهيك عن دول الخليج. وبالإضافة إلى مصر والأردن. وكذلك مواقف القيادة الرسمية الفلسطينية المتردّدة والملتبسة، نذكر للتاريخ والعبرة، كيف رفضت السلطة الفلسطينية، عقد اجتماع المجلس الفلسطيني المركزي، منذ أكثر من عامين خارج الأراضي المحتلة، كما طالبت معظم الفصائل الفلسطينية للتخلص من ضغوطات وتحكّم سلطات الاحتلال، بأسماء الحاضرين واستبعادها من تريد. وبالحضور المريب للقنصل الأميركي الاجتماع في تل أبيب، لمناقشة قرار ترامب وصفقته التاريخية..!؟

كلّ ذلك يحدونا إلى القول: إنّ القضية الفلسطينية تمرّ في أصعب وأدّق مرحلة في تاريخها منذ النكبة حتى الآن. تهدف إلى تصفيتها وإنهائها. خاصة بعد إعلان ترامب عن ما أسماه "صفقة القرن"، ومن على منبر منصة المنظمة الصهيونية "ايباك" آنذاك، ومسارعة السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان إلى تبنّيها وممارسة الضغط النفسي والمالي والتهديد المباشر لكلّ من يقف في وجهها أو عرقلة السير بها وتنفيذها.

إن الحلّ النهائي بالنسبة للكيان الصهيوني، لا يعني قيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة، بعد انسحاب اسرائيل منها، بل بإقامة دويلة وبنائها شمال صحراء سيناء، متصلة بالإمارة الحمساوية في غزة. هذا جوهر الحلّ الاميركي – الصهيوني- السعودي- المصري- الاردني - والقيادة البرجوازية الفلسطينية الرسمية التي على رأس السلطة، والتي شبكت علاقات اقتصادية سياسية أمنية مع قادة العدو وأصحاب الشركات الإسرائيلية منذ توقيع اتفاق أوسلو.

القيادة الرسمية الفلسطينية، لا تزال تبني أوهاماً وتراهن على حلّ بالمفاوضات لنكبة الشعب الفلسطيني. في حين أن مقر سلطة رئيس السلطة في رام الله، أصبح عقارياً وجغرافياُ تابعاً للكيان الصهيوني، بعد أن أقرّ الكنيست الاسرائيلي مشروع ضم الضفة الغربية إلى أراضي الكيان الصهيوني. وموافقة ترامب عليه. لم يبق من اتفاق اوسلو عملياً، ما يمكن التفاوض عليه، بدءاً من إلغاء حق العودة، ومصادرة الأراضي، طرد المقدسيين، وإعلان القدس عاصمة لدولة اسرائيل المُصطنَعة، كلّ ذلك يعني، أنه لم يبق إلا بندٌ واحدٌ ساري المفعول من اتفاق اوسلو، وهو التنسيق الأمني بين أجهزة المخابرات الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية، للقبض على المقاومين والوطنيين الفلسطينيين. وقد تمّ الاعلان عن توقف التنسيق إعلامياً وكلامياً كما يبدو ..!؟ بعد الاعلان عن عزم الكيان الصهيوني، الشروع بضم الضفة الغربية إلى الأراضي المحتلة من فلسطين، بمباركة كالعادة أميركية، ويبدو أن الضغط الاوروبي، ومشاكل نتنياهو الداخلية، قد فرمل إلى حين عملية الضمّ.

بالرغم من هذا الواقع المرير، فإنّ فسحة من التفاؤل لا تزال تطلّ وتحيي الأمل بتغيير المعادلة. يتجسّد ذلك الامل بالانتفاضة الفلسطينية المستمرة رغم تقاعس وتخاذل السلطة الفلسطينية الرسمية، وبالرغم من المواقف المتقدمة، لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية. لذا المطلوب الان: توحّد الفصائل الفلسطينية حول برنامج موحّد، ووضع استراتيجية واحدة، لقيادة النضال الوطني الفلسطيني التحرّري، وتوحيد البندقية الفلسطينية، في جبهة وطنية فلسطينية للتحرير.

أمّا من تعب من النضال، ودبّ به اليأس فليتنحى، ويفسح المجال لقيادات شابة لكي تستلم الشعلة. شعلة تحرير فلسطين.. كلّ فلسطين.