بعد عامين على الانتفاضة: السلطة تستمر في عجزها

مرت سنتان والسلطة تحاول بكل الطرق وأد ما تبقى من بريق 17 تشرين في روح الشعب الرافض المنتفض الثائر. سنتان مضتا والمنظومة الحاكمة تحاول إرجاء عقارب الساعة إلى ما قبل لحظات الغضب والرفض، ساعية إلى إنتزاع ما تبقى من شعار"كلن يعني كلن" والعودة إلى المنطق الفئوي والطائفي والمذهبي.  وبحسب مهدي عامل فإن "الخوف الذي ينتاب الفكر الطائفي، بما هو فكر برجوازي، ليس خوفاً على الوجود الديني للطوائف، بل هو خوف على وجودها السياسي".

محاولات حثيثة للملمة المتحزبين وشد العصب الطائفي، لتهيئة القاعدة الانتخابية وضمان عودة القواعد المدجّنة، الذليلة، الخائفة الى جحورها الحزبية. هكذا هي سردية الحرب والاقتتال الطائفي والشحن المذهبي.

تسعى قوى النظام، بتواطؤ خفي فيما بينها، إلى التمسك بما تبقى من هذا النظام المتصدع، وإلى إقفال الملف الأهم، ألا وهو جريمة المرفأ، ورفض مبدأ المحاسبة، والتمسك بالحصانات، ومقاومة أي محاولة لاستدعاء أقطاب هذه المنظومة الفاسدة، من خلال إدعاءات تدين القاضي بيطار وتتهمه بتسييس التحقيق وبالاستنسابية في الاستدعاءات، وعبر الضغط عليه بكل الطرق بهدف تنحيته وعزله عن التحقيق، ودفن الحقيقة والعدالة.

في ظل عجز الحكومة الجديدة عن إيجاد حلول لأزمات نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، تدخل البلاد في دوامة العنف والصدام والاقتتال الأهلي، في محاولة الفرض على الشعب اللبناني دفع كلفة فسادهم ونهبهم وسرقاتهم، بصمت وخنوع، خوفا من أوهام الحرب والفتنة. ويتم الدفع بشبابه إلى الاختيار بين الهجرة والهروب وبين الانخراط في فصولهم الدموية. وها هم يجتمعون في جلسات تشريعية لإطلاق سباقهم الانتخابي بعد أيام من الترهيب الجماعي لكل المواطنين. وقد أسقطوا أصوات النساء المنتفضات الثائرين في الساحات. فلا كوتا نسائية مرحلية ولا تخفيض لسن الاقتراع. 

في الذكرى السابعة والتسعين للحزب الشيوعي اللبناني، هذا الحزب المناضل على مدى محطاته التاريخية، يخط اليوم أولى خطواته نحو عقد مؤتمره في مرحلة دقيقة من تاريخ هذا البلد، مما يستلزم أوسع وأعمق نقاش، من أجل تحديد المرحلة الراهنة ومهام الشيوعيين في مواجهة تحدياتها بكل صلابة وجرأة.