علي إسماعيل

علي إسماعيل

الصفحة 1 من 2

منذ حوالي السنتين عادت جنين لتتصدر المشهد الفلسطيني المقاوم، فالمدينة التي شهدت أعتى وأشد معارك الإنتفاضة الثانية، هدأت لسنوات لتعود إلى الواجهة وليعود مخيم جنين "عش الدبابير" كما يسميه أبنائه حصناً للعمل المقاوم، وليؤكدوا على راهنية الشعار المرفوع على قوص مدخل المخيم:" مخيم جنين، محطة انتظار لحين العودة."

دخلت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة وخطيرة منذ تنصيب نتنياهو برئاسة حكومة العدو الجديدة بعد سلسلة طويلة من الإنتخابات استمرت لسنتين، خاض فيها كيان العدو أكثر من ست جولات انتخابية متتالية.

تواصل قوات الإحتلال الإسرائيلي مسلسل اعتدائاتها على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس فقد شهدت الايام الأخيرة موجة من الإعتدائات.

تخيم حالة من التوتر على الضفة الغربية والقدس بمعظم محافظاتها، تختلف المشاهد، التفاصيل والأحداث فتتصاعد في مناطق وتخفت في أخرى لتعود وتتصاعد من جديد. أما السمة العامة للحالة فهي ولادة جديدٍ فلسطينيّ بما تحمله الولادة من مخاضات وألام، هو ثمنٌ يدفعه الجانب الفلسطيني نتيجة الحراك المقاوم الجديد الذي يثبت جدارة وكفائة عالية ويستمر بوتيرة متصاعدة من حيث النوع والكم.

دخلت الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة حالة من الغليان وتصاعد العمل المقاوم في معظم المدن لم يسبق لها مثيل منذ الإنتفاضة الثانية

في أواخر شباط تمّ الكشف عن أول حالة كورونا في لبنان، وتعاملت الدولة بأجهزتها المختلفة مع الموضوع باستهتارٍ كبير ممّا خلق حالة من الهلع لدى اللبنانيين. وفي ظلّ المعمعة الكبيرة انتظم طلاب كلية الطب في الجامعة اللبنانية وبعض من طلاب الطب في الجامعات الخاصة لمواجهة الوباء. هلّل الجميع لهؤلاء الفدائيين الذين قرّروا أن يتحمّلوا وحدهم وبإمكانيات متواضعة جدّاً مسؤولية المعالجة وإنقاذ الوضع، فكلّ بلدٍ يحتاج لهذه الجيوش المضحية في كل المجالات. إلّا أنّ الواقع في لبنان كان مختلفاً فالدولة تجهد في إبادة جيوشها وتجهد في إضعاف كلّ مؤسسة عامّة مثل الجامعة اللبنانية المنتجة للكفاءات العلمية والوطنية، التي تصمد وتقاتل وتبادر في الأزمات.

الصفحة 1 من 2