منهم الإجرام ومنّا البطولة

إنهم يقتلوننا من قبل أن نولد، من قبل أن نتشكل كدول، لا بل رسمت حدود بلداننا بما يتلائم مع شروط قتلنا المستمر منذ ما قبل التأسيس.
هو الغرب نفسه، هو "الرجل الأبيض" بخبثه المعهود يجسي على صدورنا. نحن أهل هذه الأرض، أبناء هذا الشرق لطالما كان دمنا ثمن رفاهيتهم الجشعة وديمقراطيتهم الزائفة. يتباكون على أطفالٍ لم نقتلهم يحاولون أن يشوهوا صورتنا، أن يجعلونا نشبههم.

نحن لسنا قتلة نحن لسنا مجرمين، نحن لا نعتدي ولا نقتل حتى أطفال من يعتدي علينا ويقتل أطفالنا.
إننا نقاتل لأجل حريتنا فقط، نقاتل لأجل عدالةٍ حرمنا منها لسنوات، واليوم نحن أقوياء بما يكفي لننتزعها.
ماذا تعرف أيها الأبيض الأبله، عن قانا؟ عن دير ياسين؟ عن حولا؟ وعن وعن. أنتم تبدون صدمتكم من قصف مستشفى في غزة أما نحن أولياء الدم لا نبديها، إننا نعلم ومتيقنين كم أنتم مجرمون.
أتذكرون أيها القذرون كم من شهيدٍ قدمت الجزائر عندما جائت أساطيلكم لتعلمها الديمقراطية.
هل تعرفون عمر المختار؟ نعم هو نفسه الفيلم الذي أنتجتموه بأنفسكم ولم يصور إلا القليل من قذارتكم.
إرجعوا قليلاً هل مرت على مسامعكم هذه الأسماء: فيتنام، تشيلي، العراق، لبنان، كوريا، أفغانستان، كوبا والكثير الكثير من معارك وبلدان دفعنا فيها أنهاراً من الدماء لنغسل حريتنا من رجس حضارتكم.
قتلتم منا الملايين جوعاً وقهراً وأمراضاً وقصفاً ولكن لسوء حظكم وفي ذروة قوتكم لم نمت. نحن "المتخلفين" بنظركم ننجب الكثير من الأطفال، نحن "البرابرة" نربي أبنائنا أن الموت لأجل الحرية فخرٌ عظيم. نعم نعم نحن أولئك "الغريبون" الذين يزفون شهدائهم بالطبل والزمر كأنهم في أعراس.
اليوم تغير كل شيء، في هذه اللحظة التاريخية وفي هذا الظرف نحن أقوى. إنه الظرف التاريخي، إنها حتمية التاريخ أن تنأزموا. هل تظنون أننا الآن نخشاكم؟

# موسومة تحت :
  • العدد رقم: 418
`


علي إسماعيل