لقاء تضامني في بيروت مع كوبا رفضاً للتدخلات الأميركية

عقدت جمعية الصداقة اللبنانية الكوبية، لقاءً تضامناً مع كوبا وشعبها، في قاعة النداء في مقر الحزب الشيوعي اللبناني الرئيسي في بيروت،

وذلك بحضور سعادة السفير الكوبي في لبنان ألكسندر بيييسر موراغا، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، وأعضاء من اللجنة المركزية والمكتب السياسي وممثلون عن عدد من الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وأيضاً الهيئات النسائية والطلابية والنقابية.

 

نهرا:

استُهل اللقاء بكلمة لرئيس الجمعية موريس نهرا، الذي أوضح "أن النشاط هو تجسيد لإدراك الجميع بأهمية التضامن الأممي، ولا سيما في لبنان وبخاصة الشعب الفلسطيني الشقيق بحيث مررنا بتجارب كثيرة وما زلنا نتعرض لضغوط واعتداءات وحروب وتدخلات سافرة من جانب المخطط الإمبريالي الصهيوني، لذلك نرى في كوبا مثالاً حيّاً يشبه ما يجري في منطقتنا أيضاً، فقد ناصبتها الولايات المتحدة الأميركية العداء منذ اليوم الأول لانتصار ثورتها أوائل عام 1959".

وأضاف "رغم الحصار الاقتصادي الطويل والمستمر، ما زال الشعب الكوبي صامداً وبقيت كوبا الصامدة رمزاً ومثالاً يبيّن قدرة الشعوب على الانتصار. لذا نرى أنفسنا اليوم مع كوبا فالبعد الجغرافي لا يعني بعدنا التضامني، ولا سيما معركتنا المشتركة".

 

موراغا:

بدوره، استعرض السفير الكوبي موراغا الأوضاع في كوبا، والاعتداءات المتواصلة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والتدخل الإمبريالي السافر من أجل خلق الاضطراب في البلاد، موجّهاً الدعوة لجميع الأصدقاء اللبنانيين والفلسطينيين بضرورة تفعيل التضامن مع الثورة الكوبية ومشروعها للعدالة الاجتماعية، ورفع أصواتهم لصالح السلام والصداقة والتضامن ضدّ المخططات العدوانية المزعزعة للولايات المتحدة الأميركية في كوبا. 

كما تطرّق إلى صمود كوبا في مواجهة ضغوطات الحصار وتداعيات جائحة كورونا وتفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، معلناً عن استعادة كوبا حياتها الاجتماعية وفتح المرافق العامة فيها (مدارس، سياحة...)

 

وقال "اليوم ننهض بقوّتنا وبروح شعبٍ وكرامته وصبره الذي لا يقهر، وبالقيادة الصامدة والحازمة للبلاد، وبروح النصر والإبداع  الذي زرعت طوال سنوات عديدة من المعارك الشرسة والصعبة.

أولئك الذين راهنوا على فشل الاشتراكية في كوبا، ورأوا في 11 تموز ضربة قاضية للثورة، ها هم يشعرون اليوم بالإحباط وعلى عجلة من أمرهم وخطتهم يسعون لمنع أي إمكانية للرفاهة والتنمية الفردية والاجتماعية واستقرار المواطنين والسلام في بلدنا".

 

غريب:

أما الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، فأكّد على أهمية التضامن الأممي وقال "إن التضامن مع كوبا دُرّة الحركة الشيوعية العالمية وأيقونتها، تضامناً مع هذه الثورة العظيمة المستمرة بكلّ ما لها من صدقية وصمود ومثابرة... هي كوبا فيدال كاسترو وهي كوبا تشي غيفارا.. هي كوبا النضال والكفاح ضدّ الوحش الأميركي".

 

وأضاف "62 عاماً وهي تحت الحصار، تواجه الغطرسة الأميركية وعدوانيتها من أجل إسقاط ثورتها وتجويع شعبه وتركيعه وإذلاله. هي اليوم بعد كلّ هذه السنوات ما زالت كوبا تقاوم من أجل الانتصار مردّدة: لن نركع وسنظل نقاوم ونقاوم، ومن يقاوم الإمبريالية الأميركية سيبقى منتصراً. "لستَ مهزوماً ما دمتَ تقاوم" قالها الرفيق الشهيد مهدي عامل أثناء حصار بيروت وفي مواجهة العدوان الصهيوني للبنان.

وتابع غريب "184 دولة في الأمم المتحدة صوتّت لصالح رفع الحصار عن كوبا، إثنان فقط هي هذه الإمبريالية الأميركية والكيان الصهيوني كانا مع استمرار الحصار، وما زالا على مواقفهما في تشديده. ونحن كشيوعيين ووطنيين وكلّ القوى العلمانية الوطنية والتقدمية نناضل ضدّ الإمبريالية وأيضاً نناضل رأسماليتها الداخلية في كلّ بلد من بلداننا، ونحن اليوم في ظلّ وضعنا نعتبر أنفسنا ونحن نقاوم الإمبريالية الأميركية ومشروعها في المنطقة من أجل تفتيتها والسيطرة على ثرواتها، وأيضاً نقاوم هذا الكيان الصهيوني واستمرار احتلاله وعدوانه، وكما إننا نقاوم وننتفض أيضاً ضدّ هذا النظام الطائفي المذهبي ورأسماليته الفاسدة أيضاً لذا نقاوم الاثنين معاً. وسنبقى كما كنّا دوماً متضامنين مع كوبا وقضيتها ومع استمرارها علَماً من أعلام الإنتصار في هذه المرحلة بالذات".

 

ودعا إلى أن تكون "المواجهة مفتوحة على كلّ الجبهات في السياسة والاقتصاد والاجتماع وفي كافة المحطات وفي مقدّمتها قضية فلسطين، موجّهاً التحية إلى شعبها المقاوم الصامد ومقاومتها وشهدائها وأسرها".

وللمناسبة، أُلقيت عدة كلمات تضامنية أعربت عن تضامنها مع كوبا وثورتها وجدّدت تأكيدها بدعم القضية الفلسطينية ودعم كوبا وثورتها الوطنية والوقوف معاً في مواجهة المشاريع الإمبريالية الأميركية والصهيونية، وأبرزها لـ: سمير لوباني (أبو جابر) (عضو قيادة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، عايدة نصرالله (رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية)، ومحمد إبراهيم (حزب الطليعة)، إلهام بكداش (ندوة العمل الوطني)، محمد حشيشو (الحزب الديمقراطي الشعبي)، وجهاد سليمان (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين).

 

البيان الختامي:

وألقى موريس نهرا مشروع بيان اللقاء التضامني مع كوبا، أعرب خلاله المشاركون في اللقاء "عن التوجّه باسم التنظيمات والهيئات السياسية والاجتماعية المتنوّعة التي يمثّلونها بتحية تضامن أخوي وكفاحي إلى كوبا وشعبها الصديق الذي شكل صموده في مواجهة ضغوط واشنطن وحصارها الاقتصادي الجائر منذ 61 عاماً مثالاً حيّاً لقدرة الشعوب على الانتصار".

وأضاف "وأننا في لبنان وخاصة شعوبنا العربية، وخاصة الشعب الفلسطيني الشقيق ندرك بالتجربة مدى عدوانية الإمبريالية والصهيونية ضدّ نضال شعبنا وشعوب منطقتنا وحقّها في التحرّر من جهة، وتضامن كوبا الثابت مع نضال شعوبنا التحرّري ومقاومة العدوان والاحتلال من جهة أخرى. إضافة إلى تقديم كوبا آلاف المنح الجامعية لأبناء الشعوب الفقيرة وإرسال مئات الأطقم الطبية والتعليمية لعشرات البلدان لمكافحة الأوبئة والأميّة.

إنّنا إذ ندين بشدة تدخّل واشنطن وتحريضها السافر لافتعال حالة اضطراب داخل كوبا، ونطالب بحزم بوقف حملات التدخّل هذه، وباحترام حقّ الشعب الكوبي الصديق في اختيار نظامه الاجتماعي وطريق تطوّره.

كوبا ستنتصر... عاش التضامن اللبناني الكوبي وبين الشعوب".