حدث قبل مئة عام – الجزء الاول


حدث قبل مئة وأربع سنوات أمرٌ جلل في بلاد الشام (سوريا وفلسطين ولبنان) وهو تنفيذ أحكام إعدام وجاهيّة بحقّ رجال عرب (عثمانيين) مثقفين أحرار تنويرين في 20 /21 آب 1915 في بيروت في ساحة المدفع أو ساحة البرج أو ساحة الاتحاد، ولهذا السبب سُمّيت فيما بعد بساحة الشهداء.

مدخل:
بدأت طبول الحرب العالمية الأولى قبل سنة 1914، وعمليّاً بعد اغتيال ولي عهد مملكة النمسا –المجر 28 حزيران 1914 في مدينة سراييفو. قام الجيش النمساوي باتجاه الشرق بمهاجمة الأراضي الصربية، وغزا الجيش الألماني نحو الغرب الأراضي البلجيكية في2 آب سنة 1914 وتوغل داخل الأراضي الفرنسية (بمقتضيات خطة القائد الألماني الفريد فون شليفن 1833-1913) كما أعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على ألمانيا، وحشدت روسيا فيالقها لاجتياح بروسيا الشرقية، واشتعلت جبهة الألزاس واللورين لترسم بعدها مجرياتُ المعارك حدودَ الحرب وأبعادَها طيلة 4 أعوام وتقع دول البلقان في شراك التحالفات السياسية والعسكرية، وتتخذ تركيا موقفاً ديبلوماسيّاً ضبابيّاً مائعاً بدايةً في ظل خزينة خاوية محاولة تجنب حرب مدمرة (لا يخلو البلد من عقلاء)، مفضّلة الوقوف على الحياد إزاء ما يحصل في أوروبا. وهذا الحياد الصُوَري لم يستمر طويلاً أمام الدعم المالي والذهبي النقدي والتسليحي من الألمان. تبِع هذا الكرم الألماني تحرّشَ دوارع ألمانية-تركية للمرافئ الروسية في جزيرة القرم في البحر الأسود (أوديسا/ سمفروبول/ سيباستوبول) ومنشآتها وسفنها الراسية بقيادة الأميرال سوخون فتُصْليها حمماً، قاصدةً منها الاستفزاز واستدراج روسيا إلى الحرب وتوريط السلطنة في الحرب (تبيّن فيما بعد أن هذا الاستفزاز (الاعتداء) سيناريو متفقٌ عليه بين وزير الحربية التركية أنور باشا ورئيس البعثة الألمانية العسكرية ليمان فون ساندرس في تركيا والقيادة العامة في برلين). وتمكّنوا بهذا الاستفزاز استدراجَ روسيا لتعلن الحرب على تركيا وألمانيا (ابتلعت روسيا الطعم). وبدوره تمكّن النفوذ الألماني الممثل بالوزير أنور باشا من توريط السلطنة (مساحتها أكثر من ستة مليونكلم2 في الحرب صباح عيد الأضحى في 21 تشرين الثاني 1914 حتى عقد معاهدة مودروس في تشرين الأول/نوفمبر 1918 لتتقلّص إلى مليونكلم2 ). وبعد ذلك بدا اصطفافُ الدول المتحاربة في الأحلاف العسكرية السياسية واضحاً.
وجرى نقل الجيش الرابع إلى فلسطين ومن ثم إلى قناة السويس عبر شبه جزيرة سيناء بهدف احتلال مصر وطرد الإنكليز منها. ثم جرت معركة القناة الأولى في 3/2/1915 وتفشل الحملة (التجريدة) بقيادة وإشراف وزير البحرية القائد أحمد جمال باشا وأشاع الأتراك معلومات عن شخصيات عربية مفادها أن هؤلاء لهم اتصالات مع العدو، لتبدأ مطاردة العرب المطالبين باللامركزية الإدارية في مدن وقرى بلاد الشام.

الشهداء هم:
- زكريا طبارة (صحافي إغتيل في بيروت بترتيب من الوالي حازم بك في بيروت 13/4 /1913)
- الخوري يوسف الحايك (كاهن رعية قرية سن الفيل أعدم في دمشق في 22/ 3/ 1915)

شهداء 21 آب 1915:
- محمد المحمصاني (من بيروت)
- محمود المحمصاني (من بيروت)
- عبد الكريم الخليل (من الشياح)
- نورالدين القاضي (من بيروت)
- محمود العجم (من بيروت)
- صالح حيدر (من بعلبك)
- علي الأرمنازي (من حماه)
- نايف تللو (من دمشق)
- محمد مسلم عابدين (من دمشق)
- عبد القادر خرسا (من دمشق)
- سليم عبدالهادي (من نابلس)
- نخلة باشا المطران (من وجهاء بعلبك، ملّاك مثقف عمل في السفارة التركية في باريس، تم إعدامه في 17/10/1915 قرب جرابلس-كركميش)

وكان لهذه الإعدامات صدىً واسعاً في الأقطار العربية، ما سرّع التفكير في كيفيّة الخلاص من نير الحكم التركي الجائر المتخلف عن الركب الحضاري الإنساني.
وكانت بلاد الشام تحت الحكم التركي (العثماني) الممثل بوزير البحرية أحمد جمال باشا المطلق الصلاحية في إدارة المنطقة (عسكريّاً/سياسيّاً/إداريّاً) الذي وصلها في نهاية شهر تشرين الثاني سنة 1914. وبعد مرور ستة أشهر على هزيمته وفشل قيادته لمعركة السويس (2 شباط 1915) وتكبد الجيش الرابع وبشكل محدّد مقتل أو فقدان جنود الفرقة الخامسة والعشرين الـ 4500 جندي، بينهم 1500 جندي عربي أي ربع عديد الفيلق الثامن. ولرفع أسباب الهزيمة ونتائجها عنه، راح يتّهم المفكرين المتنورين والصحافة العربية بالخيانة والاتصال بالعدو ويلقي القبض على من استطاع ويحيلهم على الديوان العرفي في عاليه(1)، مستنداً إلى ما سمّاه وثائق واعترافات وزّعها إلى ثلاثة أنواع:
الأول، الرسائل البريدية والبرقيات المتبادلة بين أحرار العرب. يعود تاريخ أغلبها إلى سنوات 1909 و1910 و1913. ورسالة واحدة، على زعمه، تعود إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 1914، أي قبل إعدامهم بسنة وخمسة أشهر. ومن يقرؤها لن يجد فيها ما يضر بأمن السلطنة أو ما يدين الشباب الشهداء. وما ذنب الشهداء إذا القناصل الأجانب تبادلوا رسائل ذات مواضيع فيما بينهم ليحاسب عليها الشهداء؟! والشهداء لم يعِدوا القناصل بشيء، ولم يتعهّدوا أمام أجنبي بما يمس سمعة الدولة العثمانية أو شخص القائد الإنسان أحمد جمال. أمّا الذين ارتبطوا مع القناصل في بلاد الشام أو في أوروبا (أيوب ثابت / شارل دباس/ خليل زينية/ شكري غانم/ اميل اده / بترو طراد / نعوم مكرزل / رزق الله ارقش وغيرهم... المطالبين بإنزال جيشٍ فرنسي على الساحل السوري ليطرد التركي ويحتل البلاد) فهم معروفون للاتحاديّين قبل مجيء أحمد جمال إلى بلاد الشام ولم يُعدم منهم أحد أو حتى يُحاكم. وهذا ما يقوله العقيد عزيز بك أحد مسؤولي مخابرات الجيش الرابع في مذكراته. (حتى أن محققي ومستنطقي الديوان العرفي في عاليه بعد تعذيب الموقوفين بالكهرباء والجلد والضرب والتهديد لم يجدوا أي جناية أو جريمة خيانة بحق أي من الموقوفين، إلا ان زمجرة وغضب الباشا على نتائج التحقيقات من قبل مسؤولي الديوان أرعبتهم طالباً منهم إصدار أحكام إعدام).
الثاني، الوثائق التي عُثِر عليها (قبل وصوله إلى بلاد الشام) في مخبأ سري في السفارة الفرنسية(2) بمساعدة فيليب زلزل وهو موظف لبناني يعمل في السفارة، بالإضافة إلى وثائق من القنصليتين الفرنسيتين في بيروت والشام (المغلقتين) اللتين اقتحمتهما الشرطة العثمانية.
الثالث، من أقوال المتهمين أثناء تعذيبهم(3) خلال التحقيق في الديوان العرفي، على ذمة أحمد جمال باشا الذي سمّاها اعترافات المجرمين أثناء "التحقيق". وهل كان معهم أثناء التحقيق غير موظفي الأتراك لينفي ذلك؟!
ونشر هذا التبرير في كتاب "الإيضاحات" سبق وتمّ نشره في اسطنبول عن دار "طنين" المؤسسة الإعلامية (البروباغندا) التابعة لجمعية الاتحاد والترقي سنة 1921، وترجم إلى لغات أجنبية عدة، ومن بينها العربية. وأعيد تحقيقه ونشره سنة 2013 مباشرة عن اللغة العثمانية.
الرابع، اتصالات القائد احمد جمال باشا بالفرنسيين ومطالبته إياهم بدعمه للاستقلال عن السلطنة العثمانية وانفراده بالحكم عن الباب العالي في اسطنبول لبلاد الشام. (راجع الفصل الاول من القسم الخامس لكتاب الجاسوسية في سوريا ولبنان).
من هم الشهداء
ينتمي الشهداء إلى الجمعية الاصلاحية البيروتية وجمعية اللامركزية الإدارية وجمعية النهضة اللبنانية وجمعية العربية الفتاة، وغيرهم مستقلون. والشهداء وغير الشهداء ممّن صُدِرت بحقّهم أحكامُ نفي أو إعدام وجاهي أو غيابي، كلهم من عائلات ميسورة، لا بل غنية وأرستقراطية، وكان لها دورٌ في الشأن العام والخاص.
والشهداء أصحاب مؤهلات علمية ومواقع اجتماعية (محامون، أطباء، صحافيون وأصحاب صحف، اقتصاديون وماليون، خبراء إدارة ورجال دولة (متصرف- قائم مقام)، أدباء، علماء اجتماع، رجال دين وتشريع). ومنهم من شارك في تأسيس نادٍ (المنتدى الأدبي في اسطنبول) أو كان عضواً في جمعية العربية الفتاة، أو بحضور ندوة أو حلقة فكرية أو أدبية من دون إلزامه بشيء (حلقة الشيخ طاهر الجزائري في منزله في دمشق). وبنضالهم وحركتهم الفكرية الخاصة والسياسية قد أوجدوا لهم موقعاً وسط الحراك السياسي الثقافي الاجتماعي العروبي القومي في المجتمع العربي الذي تُوّجَ بعقد المؤتمر العربي الأول في باريس في حزيران 1913(4).

شهداء شهر آذار سنة 1916
- مسعود هليل (من وادي شحرور اعدم في الديوان العرفي في عاليه بتاريخ 23/1/1916)
- عبدالله الضاهر (من عكار، أعدم في بيروت بتاريخ 1/3/1916)
- يوسف سعيد بيضون (من بيروت، اعدم في الديوان العرفي في عاليه بتاريخ 10/3/ 1916)
- يوسف الحاج (خوري مدبر)
شهداء أعدموا في المرجة، دمشق بتاريخ 6/5/1916
- عزت الجندي (طبيب استُدعِيَ لمقابلة أحمد جمال باشا في فندق إقامته ولم يخرج منه)
- شفيق المؤيد العظم (من دمشق)
- الشيخ عبدالحميد الزهراوي (من حمص)
- الأمير عمر الجزائري (من دمشق، حفيد المجاهد عبدالقادر الجزائري)
- شكري العسلي (من دمشق)
- عبدالوهاب الانكليزي (من دمشق)
- رفيق رزق سلوم (من حمص)
- رشدي الشمعة (من دمشق)
- انطوان زريق (من طرابلس)
- توفيق زريق (من طرابلس)
- اناطول ... (شماس فرنسي)
الشهداء الذين أعدموا في ساحة البرج، بيروت بتاريخ 6/5/1916
- بترو باولي (رجل أعمال من بيروت)
- جرجي حداد (صحافي من دمشق)
- سعيد فاضل عقل (صحافي من الدامور)
- عمر حمد (شاعر وصحافي من بيروت)
- عبد الغني العريسي (محامي وصحافي من بيروت)
- الشيخ أحمد حسن طبارة (رجل أعمال وإمام مسجد وصحافي من بيروت)
- توفيق البساط (من صيدا)
- سيف الدين الخطيب (من دمشق)
- علي عمر النشاشيبي (من القدس)
- محمود جلال البخاري (من دمشق)
- سليم الجزائري (عقيد مهندس في الجيش العثماني - من دمشق)
- أمين لطفي الحافظ (عقيد في الجيش العثماني من دمشق)
- الأمير عارف الشهابي (مارس التعليم والصحافة- من حاصبيا)
- محمد الشنطي اليافي
- فيليب الخازن (صحافي من كسروان)
- فريد الخازن (صحافي من كسروان)

• هوامش المقدمة: 

(1) عن الديوان العرفي: وكما هو ثابت فان الإتحاديين منذ عام 1913 وبعد اغتيالهم الفريق محمود شوكت الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) واقتناصهم السلطة، أصبح "الديوان العرفي"مؤسسة دائمة ملازمة لوجودهم (الإتحاديين) في الحكم واستمراريتهم. وتمّ تكريس استخدام هذا الجهاز(المؤسسة) كأداة بطش (شرعية) في الولايات العثمانية الأوروبية في بلاد البلقان والروملي والأناضول الشرقي والغربي والولايات الآسيوية ومنها بلاد الشام، بوجه أخصامهم لأي قومية انتموا أو أي دين أو حزب.
اما عن الديوان العرفي في عاليه فقد أنشأه جمال باشا اثر وصوله الى سوريا سنة 1914 لمحاكمة المتهمين بالقضايا الاساسية (يقول جمال باشا في خواطره ان والي سوريا خلوصي بك سلمه وثائق ضبطت في القنصلية الفرنسية تدين بعض الموظفين وآخرين). ولدى عودته من فلسطين بعد هزيمته في معركة قناة السويس وسقوط احلامه بأن يكون خديوي مصر وبلاد الشام, يومها اعطى اوامره ببدء البطش بالاحرار العرب، اولى ضحاياه عبد الكريم الخليل الذي كان يحسب انه كسب ثقة القائد احمد جمال ووده وتوسم فيه خيراً للقضايا العربية. القائد الوزير حمّل مسؤولية فشل حملته (التجريدة) على قناة السويس ووزعها على جهات مختلفة، منها: الشعب المصري والشريف حسين و(الموظفون العرب) من الأحرار الإصلاحيين الآخرين وهؤلاء بمتناول اليد. فكانت المحاكمات الصورية ونتج عنها أحكام بالإعدام والسجن والنفي. وكانت محكمة الديوان برئاسة ضابط برتبة زعيم/عميد (اميرالاي) تحسين باشا. والديوان العرفي كان مؤلفًا من هيئتين:
ا- هيئة تحقيق ترأسها الضابط صلاح الدين بك
ب-هيئة قضاة برئاسة (القائمّقام) العقيد شكري بك
ولم يك هذا الديوان يسير على سنن المحاكم العرفية المتعارف عليها في الدول بل كان يسير وفقا لمشيئة ومزاج أحمد جمال باشا واطواره. واعضاء الهيئتين عرضة للتغيُر بل عرضة للتغيير طوال عمر الديوان (سنتين).
الهيئة القضائية كانت هيئة صورية شكلية، لا فاعلية لها او دور وعرضة لتغيير اعضائها وتنقسم الى:
(1) هيئة التحقيق:
كامل بك الهاشم بكباشي (رائد) متقاعد، دمشقي، رئيساً
داود افندي الموصلي مستنطقاً
الحاج عارف الحمصي عضواً
حسني الدمشقي ====
محيي الدين علم الدين كاتب

هيئة المحكمة العسكرية:
القائمقام أدهم بك* رئيساً
البكباشي فتحي بك عضواً
اليوزباشي كمال بك ====
اليوزباشي كامل بك البغدادي ====
الملازم عبد الله الموصلي ====
صالح بك عبد العال مدّعِ عام

*في مرحلة لاحقة جرى عزل رئيس المحكمة أدهم بك وعين مكانه فخرالدين بك ومدعيًا عاما جديدًا هو مرتضى بك.

(2) السفارة الأميركية بقيت تمارس أعمالها القنصلية والدبلوماسية في بلاد الشام لعدم وجود حالة حرب مع الدولة العثمانية حتى وقت إغراق السفينة لوزيتانيا من قبل البحرية الالمانية في 7 أيار 1915 واعلان الولايات المتحدة الاميركية الحرب على المانيا وحلفاؤها.
(3) عدد من الشهداء مات أثناء التعذيب، ان كان داخل مقر إقامة جمال باشا في فندق (داماسكوس بالاس) في دمشق مثل الشهيد الطبيب عزت الجندي، أو كما حصل مع الشهيد نخلة مطران أثناء تسفيره بالقطار الى الأناضول. أو مع توفيق الناطور الذي أطلقت النار عليه داخل السجن في الديوان العرفي في عاليه. وطبعاً لم يكُ مع الشهداء غير الجلادين المحققين وقت التحقيق(التعذيب). ويستطيع جمال باشا ان يُقوِّل الشهداء ما يريده هو. (راجع مذكرات فايز الخوري).

(4) مهما قيل بحق المؤتمر وبشخصياته، فهو أطلق زخماً من الوعي القومي العربي في البلاد العربية.
المؤتمر الذي نشأت فكرته عند شباب عرب كانوا يدرسون في باريس، عبد الغني العريسي وعوني عبد الهادي وتوفيق الناطور وجميل مردم ومحمد المحمصاني وجميل معلوف، أتتهم الفكرة بعد رفض الاتحاديين لبنود لائحة الجمعية الإصلاحية البيروتية فرأوا ضرورة عقد مؤتمر عربي تدعى إليه المنظمات العربية، العلنية منها والسرية، وكانت اللجنة الداعية للمؤتمر مؤلفة من مسلمين ومسيحيين لمناقشة أوضاع بلادهم في الدولة العثمانية، بعيداً عن الإرهاب الذي نشره الاتحاديون فيها. وحددت أبحاث المؤتمر على النحو التالي:
- الحياة الوطنية ومناهضة الاحتلال
-حقوق العرب في المملكة العثمانية
- ضرورة الإصلاح على قاعدة اللامركزية
- الهجرة من سوريا واليها.
أهم الأفكار التي اشتملت عليها كلماتهم التي القيت في سياق أعمال المؤتمر، تمحورت على:
التشديد على عدم الانفصال عن الدولة العثمانية
التشديد على أن العرب أمة متميزة لها حقوقها
رفض ومقاومة كل تدخل أجنبي
تأكيد وحدة المسلمين والمسيحيين في إطار قومي أو وطني
الإصلاح عن طريق اللامركزية
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر اتخذت قرارات، منها أن الإصلاحات واجبة وضرورية للمملكة العثمانية، وأن يكون مضموناً للعرب التمتع بحقوقهم السياسية، باشتراكهم في الإدارة المركزية للمملكة. وأنشاء إدارة مركزية في كل ولاية عربية للنظر في حاجاتها وعاداتها، وأن تكون اللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية، وأن تكون الخدمة العسكرية ضمن أراضي الولايات العربية. واذا لم تنفذ القرارات التي صادق عليها المؤتمر، يمتنع الأعضاء المنتمون إلى لجان الإصلاح العربية عن قبول أي منصب في الحكومة العثمانية.
يتضح لنا من خلال هذه القرارات ومن الرجوع إلى أسماء المؤتمرين أن المؤتمر كان قومياً عربياً ضم المسلم والمسيحي، وأن قراراته في جملتها لا تتعدى المطالبة بالاشتراك في الحكم المركزي، وأن تكون اللغة العربية لغة رسمية، وأن يتمتع العرب بحقوقهم القومية في دولة هم فيها اكثر من نصف السكان.

• المراجع:
- وجيه كوثراني، الاتجاهات السياسية والاجتماعية، معهد الانماء العربي في لبنان وسوريا
- مير صبري، أعلام الوطنية والقومية العربية، دار الحكمة 1999
- خيرالدين الزركلي، الاعلام، دار العلم للملايين
- أحمد جمال باشا، الإيضاحات، دار الفارابي
- يوسف الحكيم، بيروت ولبنان في عهد آل عثمان، دار النهار 1991، صفحة 142 و242.
- فلاديمير لوتسكي، تاريخ الأقطار العربية الحديث، دار الفارابي
- جوزف الياس، تاريخ الصحافة في سوريا، دمشق
- الكونت دي طرازي، تاريخ الصحافة العربية، 1932
- مسعود ضاهر، تاريخ لبنان الاجتماعي 1914-1926، دار الفارابي
- عبدالله ابراهيم عبدالله، تاريخ لبنان عبر الأجيال، نوبيليس 2005، مجلد10
- أمين سعيد، الثورة العربية الكبرى، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، صفحة 57
- حسن سعد، جبل عامل بين الأتراك والفرنسيين
- سليمان موسىى، الحركة العربية 1908-1914، دار النهار1977
- محمد عزة دروزة، حول الحركة العربية الحديثة، المكتبة العصرية
- هلال الصلح، رياض الصلح، بيروت
- يوسف الحكيم، سوريا في العهد العثماني، دار النهار 1986
- يوسف خوري، الصحافة العربية في فلسطين، بيروت 1968
- توفيق برو، العرب والترك (رسالة ماجستير)، القاهرة 1961
- ألبرت حوراني، الفكر العربي، دار النهار 1977
- منير موسى، الفكر العربي في العصر الحديث، دار الحقيقة 1973
- توفيق برو، القضية العربية في الحرب العالمية، دار طلاس 1989
- محمد السعيدي، مذكرات أحمد جمال باشا، الفارابي 2012
- مذكرات بشارة جرجس البواري

 

  • العدد رقم: 357
`


محمد السعيدي