معروف، والمرأة، والناهب...!!

لم يكن الصراع في لبنان يوماً إلّا طبقياً، مهما حاولوا طمس هذه الحقيقة، إلّا أن الأحداث سرعان ما توكّد على ذلك.

معروف سعد، مناضل «صيداوي» لبناني عروبي، حمل هم الفقراء وناضل إلى جانبهم من أجل تغيير النظام الذي تسبّب في تهميشهم وإفقارهم.
معروف، ارتقى شهيداً خلال قيادته لمظاهرة الصيادين. كانت دماء معروف سعد لتكون وقود ثورة شعبية بعمق طبقي ضدَّ النظام القائم، إلّا أن النظام وبدعم من مشغّليه الخارجيين، أصرَّ أن يفتعل حدثاً طائفياً في عين الرمانة يلغي الطابق الطبقي لهذه الحرب، ولكن إلى حين.
منذ أن بدأت الأشكال الأولى للملكية، بدأ يظهر في المجتمعات المالك والمملوك، وبالتالي المُستَغِل والمُستَغَل، منذ ذلك الحين والمرأة تعاني، لأنها كانت دائماً في موقع المملوك.
في لبنان، النظام نفسه بكلّ أبعاده الطبقية وتقديسه المطلق للملكية الخاصة، ملكية الأثرياء والناهبين لكلّ شيء، يحرُم المرأة من أبسط حقوقها الإنسانية، فهو إلى جانب قمعه لطموح أغلبية الشعب اللبناني رجالاً ونساء، يمارس قمعاً مضافً على المرأة اللبنانية. مثلاً، هل يمكن تخيّل أن المقاومة الاستثنائية في عمر البشرية وليس فقط لبنان، «سهى بشارة»، لا يمكنها أن تمنح أطفالها جنسية البلد الذي قدّمت في سبيله أغلى ما يمكن أن يقدّمه إنسان، فقط لأنها إمرأة.
في الانتخابات النيابية الماضية، تمكّن خط معروف سعد، من إزاحة واحدٍ من أكبر أعداء مصالح الشعب اللبناني وبخاصّة الفقراء، ونعني «فؤاد السنيورة»، الذي كان يُطبّق أكثر السياسات تطرّفاً لمصلحة المتحكّمين بالسلطة والمعادية لمصالح أكثرية الشعب، والتي أدّت إلى تركّز الثروة بشكل كبير بيد قلة قليلة من اللبنانيين والسنيورة طبعاً واحداً منهم، وإلى إفقار السواد الأعظم من اللبنانيين. السنيورة ليس بفاسد، بل هو ناهب، تمكن من خلال موقعه الوظيفي (رئيس حكومة ووزير مالية) من صياغة خطط نهب منظّمة استفاد منها معظم من توالى على السلطة في لبنان منذ ما بعد الحرب.
هذا الناهب في بلد غير لبنان، يتم تجريده من ثروته ويُنزل بحقه أقصى العقوبات لما تسبب به من دمار لهذا البلد. ولكن في لبنان، يخرج الحُماة التاريخيون للناهبين، الذين يستخدمون الدين لحماية مصالحهم الخاصة، «المدّعون»... بأنهم «وكلاء الله على الأرض»، ليقولوا أن الناهب «خط أحمر”.
دماءُ معروف سعد وكلّ شهيد سقط من أجل الدفاع عن حقوق الشعب اللبناني، نضالات سهى بشارة وكلّ امرأة تُحرم من حقوقها في هذا البلد، هم الخط الأحمر، أما السنيورة فلا خطَّ حوله إلّا قضبان السجن، ولو بعد حين.

  • العدد رقم: 353
`


النداء