فلاش العام المنصرم... بين المهنية والإنسانية

تابع فضل عيتاني الدخان المتصاعد بعد دوي انفجارين في بيروت. سبع دقائق تفصل بينه وبين موقع الانفجار، لم يفهم خلالها ما حدث. أشارت الأخبار الأولى إلى استهداف السراي الحكومي، إلا أنه طوال المسار لاحظ أن الدخان آتٍ من الجهة اليمنى فيما السراي على يساره. المشهد ثابت في رأسه. زجاج يملأ ساحة الشهداء. أناس مضرّجون بدمائهم. في الرابع من أغسطس، وقع انفجار بيروت.

Image

أنماط الأهواء .. نص من مجموعة " نلقى ما كان .. 75 - 1976 "

عوالمُ الأرضِ، تمسرحٌ مقدّسُ الأنماط والأهواء، زوّار الأرض، نافخو الضوء من مسافاتٍ ضوئيةٍ عميقةِ الأبعاد، لا سبيلَ لنا إليها سوى بعلم الفيزياء، باكتشاف ممرّاتها ومنعرجاتها، فالكون قطعة واحدة، يتوسّعُ بأكثرَ من رِجلٍ وحذاء، بوجوهٍ تتعانق كمجرّاتٍ ليس فيها لحمٌ ولا شحم، والأشكال الخارجة على النظام، هي أشكالُنا المتحرّكة، والمتحجّر منها في أسفل القائمة، نكتشفها بحثاً عن نشاطٍ قديمٍ للحياة، تتصاعد أنفاسُنا منها، تمتزج بغشاوةٍ تحليلية، بتهيؤاتٍ تتنافخُ إمعاناً لتفوّقِ عِرقٍ على آخرٍ كارثيِّ التكّهفِ والانفصام.

Image

الثورة من اليوتوبيا الى الواقع

من 500 سنة كان الوعي يستيقظ في أوروبا، وكانت الافكار التي تدعو الى العلمانية وإزاحة سلطة الملوك في طور التكوين، ولكن هذه النظرة والافكار بدت للبعض أحلاماً نازلة من اضغاث وعن خيال لا يحلو له سوى المبيت فوق أقواس الغمام!

Image

ليست غيركَ الحياة ..!!

قفِْ، الآن والدّمُ يعتلي الشّمسَ، وعند ناصية الزمان، خراف الأضاحي، فخشيتُ أين أمضي، والطلقات في وجهي وظهري، فرُحتُ في يدٍ .. كيف حملتني إلى أٌمي، ولستُ لأجهلَ يداً نوراً ورحمة، فوق شُبّاكنا القديم وحمةٌ .. ظنَنتُها القمر، والآهات إذا أضوَتْ، سمعتُ منادياً بأفواهِ الكائنات، لكنّهُ، صوتي، في غيمةٍ ظمِئَتْ، في نجمةٍ عيونُ العتبات، ولي ظلالٌ، أغدو بها، إلى سفرِ كالنهر يجري، كالنّار في الهشيم، كدمٍ وقّادِ المواجع، كدمي يتكئُ على كلماتٍ مُتعَبة، مُتعِبةٌ شفاهُ الوقت، وما انفكَّ أفقٌ قلِقٌ .. يهوي كالنَسر الجريح ..

Image

الموت الذي يحاصرنا

الأحرف اللاتينية رفضت نصي. فإن تشبيهي لبيروت بفرانكنشتاين (الوحش المصنوع من الجثث في رواية ماري شيللي، التى تحمل العنوان عينه) لم يستهوي الصلوات الفرنسية، التي استبدلته بذكريات بارسية منتشية بالالهة الصامتة تحت الأفق... حيث تجلس الآلهة منتظرة التضرعات الخرساء. والأفق خط خيالي ينحسر كلما اقتربوا منه...

Image

أنّهُ ثمة واقعٌ هناك ..

هناك، في الحياة وليس العدم. حين وصلت، أدنتُ وصولي، والوجوه والأرصفة والأضواء ليست لي، فرُحتُ أعبرُها بلا هدفٍ، وكُلّي في مِهدافِ الوقت والعيون والقناص. 

Image
الصفحة 4 من 25