المقاومة ضد الارهاب، ابو ليلى ضد بومبيو

لم نكن ننتظر من بومبيو كلاماً غير الذي سمعناه، التحريض على حزب الله ومن خلفه إيران وسوريا وكلّ من يشبههم. ولكن لماذا هذا التحريض؟ هل لأن في إيران نظام ديني غير ديمقراطي؟

الجواب، طبعا لا، فالسعودية تنطبق عليها كل هذه الصفات، ولكنها حليفهم الأساسي في المنطقة. إذاً، وبكل بساطة، هذا التحريض لأنهم ليسوا جزءاً من مشروعه، وبالنسبة للأمريكي، إن لم تكن تابعاً له فأنت عدوّه. ولكن الأهم أن الامريكي عمل على حرف الصراع في منطقتنا في كل المراحل. فمثلا السعودية كانت تعتبر جمال عبد الناصر خطراً على الإسلام والأمة، فقط لأنه لم يكن مع الأمريكي، واليوم يحاولون إيهامنا أن إيران عدونا كي ينسونا عدونا الاساسي وهو الكيان الصهيوني. لذا فقد حاول بومبيو تظهير الأمور في منطقتنا على الشكل التالي، هناك عدو اسمه إيران وهو سبب مشاكل بلداننا، وفي لبنان ذراع إيران هو حزب الله، وهو المسؤول عن جر لبنان إلى حروب مع "اسرائل" منذ العام 1982، وأن "إسرائيل" حملٌ وديع لا تكُن إلى الشعب اللبناني إلا كل الحب والسلام، لذا ما عليكم إلا التخلص من حزب الله وستكونون في نعيم.
ولكن مهلاً أيها الإرهابي الأمريكي. هل تعلم أنت ومن جلس معك على طاولات عشاء الذل أن حربنا مع الصهاينة هي حرب وجود منذ العام 1947 وما قبله، وستبقى حتى يزول الاحتلال؟ هل تعلم أن احتلال فلسطين وقسم من سوريا ولبنان ومصر، وبالتالي ظهور المقاومة كرد فعل على هذا الاحتلال، كل ذلك حصل وبدأ قبل وجود النظام الايراني الحالي، وقبل وجود حزب الله؟
أكاذيبكم تصبح واقعاً عندما تمرّ علينا جيلاً بعد جيل، ولكن هناك شابّاً فلسطينيّاً اسمه عمر ابو ليلى يبلغ من العمر 19 ربيعاً، كان قد سمع على مدار سنوات عمره القليلة كل أكاذيبكم حول إيران وحزب الله وحماس و... ولكنه استفاق من نومه، نظر في وجوه أخوته، عقد حاجبيه، توجه إلى مطبخ منزله، أخذ سكّيناً واحداً فقط، وبعث من خلاله رسالة واضحة لك ولأتباعكم تقول،"أكاذيبكم لن تمر علينا، جيلاً بعد جيل سنقاومكم، بالحجر والسكين سنقتلعكم، كل محاولاتكم لإقامة اتفاقات ذل مع الصهاينة سنفشلها، فلسطين كاملة لنا، من البحر إلى النهر لنا.
لو أنك تطيل البقاء قليلاً يا بومبيو، لكُنت سمعت رسالة مشابهة، ستنطلق قريباً من مكان آخر، من الجولان العربي المحتل، شاب آخر سيقول، ولكن بمضمون واحد، "كل شيء هنا، لنا، الحق لنا، والارض لنا، والمستقبل لنا". انتظر يا بومبيو، هذه المسيرة مستمرة منذ عشرات السنين، والنصر أصبح قريباً.