ثورة مرتقبة في النقل داخل المدن الصينية بفضل الذكاء الإصطناعي

لن تقتصر حوسبة البيانات المرورية على تحقيق التحوّل الذكي للمركبات فحسب، بل ستساعد على وضع السياسات المرورية وتطوير النقل العمومي في المدن وإدارته بكفاءة، من خلال إرسال بيانات الأشخاص والمركبات والخطوط والمحطات والطرق ومواقف السيارات وغيرها من المعلومات المرورية إلى "دماغ المدينة" عبر الكاميرات والرادارات للتحلّيل.

وفي إطار تحسين تجربة التنقل، تعمل مدينة شيامان لمقاطعة فوجيان، على تطوير نموذج "الحافلة المرنة"، من خلال تحليل البيانات الضخمة حول تدفق الأشخاص. بما يساعد إدارة النقل على تحديد سعة النقل المناسبة، وتوجيه الحافلات إلى حيث يوجد الركّاب. أما مدينة ووهان التابعة لمقاطعة هوبى، فقامت بتجهيز الحافلات بنظام مراقبة بزاوية 360 درجة، بما يوفر للسائق رؤية واضحة في المنطقة العمياء، ويجعل عملية ركوب الحافلة أكثر أمانا. وفي تشانغشا من مقاطعة هونان، عندما تمر الحافلة بالتقاطع، تمحنها الأضواء إشارة الأولوية، مما يقلل وقت التنقل.

يمكن لوسائل النقل الذكية أن توفر أيضا خدمات ممتدة من خلال محطات الحافلات الذكية لتلبية الاحتياجات المتنوعة للركاب. على سبيل المثال، يمكن أن تُستعمل اللوحة الإلكترونية في محطات الحافلات في عدّة وظائف. وبالإضافة إلى عرض معلومات حول الطقس والطريق وأوقات وصول الحافلات، يمكنها أيضًا تقديم خدمات مثل تغطية اللاسلكي والشحن المجاني. وأثناء الليل، يمكن استخدامها ككاميرا مراقبة، ونقطة استغاثة لطلب المساعدة بزر واحد، مما يوفر المزيد من ضمانات السلامة بالنسبة للركاب.

ومع تقدم التكنولوجيا الرقمية واستخدام المزيد من التطبيقات الجديدة، لا يزال هناك مجال أوسع لتطوير النقل الذكي. فمنذ وقت ليس ببعيد، حظي مشروع النظام الذكي الشامل للنقل العام بمدينة شيامن بقبول وزارة النقل. وهو نظام يساعد السائق على تحقيق مستويات أفضل من الأمان اعتمادا على حوسبة البيانات الضخمة.

وتمكن التكنولوجيا الرقمية من تحسين حركة النقل داخل المدن، وتقديم تجربة سفر أفضل وأكثر أمنا بالنسبة للمسافرين، وتلبي بشكل أفضل توقعات الناس لحياة أفضل.


الموظفون بمركز قيادة الحافلات الذكية بتشينغداو يراقبون وضع تشغيل الحافلات في الوقت الفعلي. تشانغ جين قانغ/صورة الشعب

*نشر هذا المقال بالتعاون مع جريدة الشعب اليوم الصينية (People's Daily)

 

  • العدد رقم: 416
`


النداء