سقط حليف العدو الصهيوني، ونجح حليف العدو الصهيوني

سقط الرئيس العنصري الفوقيّ الحليف للعدو الصهيوني، وجاء بدلاً منه رئيس ليبرالي صديق للأسواق المالية وحليف للعدو الصهيوني. ذهب ترامب وبئس المصير، ويأتي بايدن الذي قضى عقوداً في مجلس الشيوخ حيث صّوت دائماً على كل مساعدات اسرائيل المادية والعسكريّة، وأيّد الحرب على العراق وقبلها على أفغانستان، وبعدها على ليبيا.

وقبل أن يفوز في الانتخابات العامّة كانت مهمّة بايدن، الذي دعمه فيها الرئيس السابق أوباما وكل الآلة الرسمية للحزب الديمقراطي، القضاء على ترشيح برني ساندرز ذو الميول الاشتراكية الديمقراطية، والمناهض للحروب الأميركية، ليكرّس النصر الداخلي للتيار اليميني في حزبه، تحضيراً للمنافسة الشرسة بين اليمين واليمين في الانتخابات العامّة.
تاريخ مديد من تعاقب الرؤساء الأميركيين، منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، ولم يكن واحداً منهم على الإطلاق، جمهورياً أو ديمقراطياً، إلّا رئيساً وفياً لنظام عدواني توسعيّ إمبريالي، يقود آلة حرب عسكرية مجرمة تحرّكها مصالح سياسية وطبقية واستعمارية لا ترى في شعوب العالم كما في شعبها إلّا وسيلة لتعظيم الأرباح.
واهمون أولئك المراهنون على تغيّرات نوعيّة في السياسات الأميركية بمجرد وصول جو "الناعس" كما يسمّيه الرئيس البرتقالي المهزوم، تماماً كأولئك الواهمين المراهنين على وطنجيّة بعض قادة السياسية الانتهازيين في لبنان. لم يكن يوماً رهاننا على رئيس في أعتى رأسماليات المعمورة، ولن يكون، كما لن يكون خيارنا أبداً أن نختار بين السيء والأسوأ من قادة المذهبية والطائفية والتبعية والاستغلال الطبقي في لبنان.
خيارنا لنا، نابعٌ من فكرنا، من رهاننا على الشعوب والطبقة العاملة، على المستَغلّين والمناضلين من أجل التحرر الوطني والاجتماعي، خيارنا على درب صعب وطويل، فنحن لا نبغى الامتيازات، بل العمل الشاقّ المليء بالتضحيات، للوصول إلى وطن حرٍ وشعب سعيد.