هذه بيروت.. أيها العالم!! *

أيها العالم!. أناديكَ لا مستنجداً، لا مستغيثاً، لا مسترحماً، ولا طالبَ إسعافٍ أو معونةٍ أو.. أو.. شعبُنا يستكبرُ أن يناديكَ، أيها العالّم، لأمرٍ من مثلِ هذه الأمور.. لأنه شعبٌ عرف بتجربته النادرةِ المنال، أنّ ما تدّخرُه الشعوبُ في كيانها الداخليِّ الذاتي من طاقاتٍ وقُدُرات، هو الأصلُ الذي لا يُغني عنه، من خارجِ ذاتها، أقوى القوى، ولا أغنى الغنى.. فترى بيروت، ولا أعظم الطاقاتِ الماديةِ والمعنوية..

Image

نُسجّي قطرات الماء من رواية على وقع الرحيل

وقد مضتِ السنونُ كلمحِ البصر، إلّا قليل أعوام، نتذكّرُ فيها كيف تكاونت إنسانيتنا، وظلّلت وجودَنا؟ نستشّف المقبلَ بمشاعر مهيبةٍ حميمة، والدّنيا تترقرق بانسيابٍ إلى قرارة نفوسنا، بغبطةٍ تبعث على الطمأنينة. أحاسيسُ رائعةٌ تخالجنا، تتملّانا ملاءات الحياة بأبهى صور، نعدو في أرجائها، في أحيائها نصغي لعزفٍ أثيريّ النغم، يمتزج بالأنفاس، بالقلب والروح؛ فلا يسترعي انتباهنا ألمٌ ما، نقوم من كلّ مكانٍ بضحكاتٍ تسبقنا إلى مُحيّانا، كما لو امتلكنا تجارب الأوّلّين واللّاحقين، تجاذبنا المعاني الإنسانية، تحرّك جوارحَنا وعقولنا، تحملنا على التمسّك برحلة كلِّ يوم.

Image

الإنسان على عجلة من أمره دائماً

إشكالٌ بين القارئ والمقروء توضحه لنا القراءة، أزمةٌ بين الناظر والمنظور تحسمه لنا البصيرة. صراعٌ بين القاتل والمقتول تحدّد لنا معالمه، تفاصيل الجريمة. تعارضٌ بين السامع والمسموع تشي به الشائعة. نزاعٌ بين المعلوم والمجهول يفصل بينهما التوقع والتخمين. وجعٌ وتضارب بين الايمان والشك يستدعي تدخل العقل أو تأجيل الخلاف للحظة الحقيقة أمام الرب.

Image

إلى رضوان حمزة " الشاعر المسرحي الإعلامي المقاوم... وكمال البقاعي "المقاوم" الرفيع الطراز...

... في يومٍ آخر عثرنا على ظلالنا وجماجم، وكان تحت الكلمات أنفاسُنا، كان في الغيب شكل الدَّم، كانت تلك الأيام مرتَّبة، والمختارون يقعون في الحبّ، فلا نصدّق روايات الدُّخان، فيها من استولى على العذارى... الّلاتي فككن أجسادهن، فلا خوف بعد الآن، والغربان تصيب العيون بضبابٍ كثيف، بتوحُّشٍ مريب، والوحوش تتعلَّقُ بالحياة، ليست غيرها غرائزنا، نحتاجها، تجتاحنا وقد تعبنا من الحياة، وليس غيرها هذي الآلام، فما تكون الحياة ما بعد الموت...؟ ربما في زمنٍ ما بعد الزَّمن سيكتشف ملامحَهُ، وسوف يكون احتمالَ إنسان، ورغباتٍ تتيحُ للزَّمن لحظةً سبقت، فكرةً على جناحِ دورةٍ كاملةِ الأعضاء، ويكون عالَماً على غير ما كان... بلا قلب، وثمة احتمالٌ لرأبِ صدوعِ الأدوار، لأدبٍ لا تقتله الحروب...

Image

كلّما استعدتُ ذاكرتي

بلا مُقدّمات، وجدتُ نفسي في الألفية الثالثة لعام ألفين وعشرين. ولكي يكتمل الماضي، يجب أن يمرَّ صاحبُهُ بتجاربَ تختمرُ مادتُها في دِنان ثقافتهِ ومعرفته، تلك المُعتَّقة سلوكاً وتفاعلاً.. يوثّقُ لغايةٍ ورغبةٍ لا تنفطرُ مسافاتها الزمانية، والمكان كيفيّاتٌ جمعية متأصّلة، متواصلة بدرايةٍ أم لا...

Image

عودةُ بونتيكورفو إلى الجزائر (٢ / ٢)

  غيلو بونتيكورفو هو مخرجٌ سينمائيٌّ إيطاليٌّ راحل وهو يعدُّ من أعظمِ المخرجين على الإطلاق وأكثرهم تسيّساُ وانحيازاً لقضايا الشّعوب. وبالرّغم من كلّ ما أخرجه بونتيكورفو من تحفٍ سينمائيّة إلّا أنّه لم يتسنّ له أن يخرجَ عدداً أكبرَ من الأعمال ليرحلَ آخذاُ معهُ لائحةً من المشاريعِ الّتي لم تبصرِ النّورَ وأهمّها مشروعُ فيلم حولَ الانتفاضة الفلسطينيّة وآخر عن اغتيال الأسقف اوسكار روميرو، إلخ. ورحلَ بونتيكورفو عام ٢٠٠٦ بعد أن انتهى به إخلاصُه لفكره وعدم تنازله للسّينما التجاريّة في الغرب إلى أن يعمل في مجال إخراجِ الإعلاناتِ التّلفزيونيّة. وبعد أن تناولنا في المقالةِ السّابقة إحدى أهم أعمال بونتيكورفو :'' معركة الجزائر ''، سنتحدّت اليوم عن عودةِ المخرج إلى الجزائرِ بعد ٢٦ سنة من إنجازِ العمل بهدفِ الاطّلاع على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بعد مسيرة عقودٍ من الاستقلال.

Image
الصفحة 13 من 25