من بيروت الى سانتياغو: مدن تقاتل

ودخلت في بيروت... من بوابة الدارالوحيدة
شاهراً حبي ففر الحاجز الرملي...
وانقشعت تضاريس الوطن
من أين أدخل في الوطن... من بابه؟ من شرفة الفقراء ؟


أيها الجبل البعيد أتيت... أتيت يا وطني
أتيت يا وطني...
صباح الخير... كيف تسير أحوال القرى والقمح
والثلج العظيم ... ومجدنا والأرز يا وطني... يا وطني
يا وطني
أريدك عالياً كالغصن... وأريد أن أفديك
وأطلق ما في قلبي من رصاص...
ضد هذا الراس فوق الرمل...
كانت أولاً بيروت...
واقفة إلى الفقراء
ثم أتوا إليها من وراء المال والألقاب
وابتدأ الرصاص
وقسموك ولم توافق... قسموك ولم توافق
وانتزعتك من بنادقهم...
بأن أعلنت وقتي... حيث ينطفئون
صوتي حيث... ينهدمون
بيتي... حيث ينهدمون
حسن العبدالله


***


هل هناك من يفكّر غيرنا في هذا الفضاء؟
نعم!
هل هو مثلنا؟
لستُ أعلم.
ربّما كان أجمل مِنّا؛
قد يكون مثل ثور البيزون ولكنّه أنعم من المروج
قد يكونُ مثل شوق المياه المتدفّقة بغزارة
قد يكون أقلّ جمالاً منّا نحن
كأن يكون شبيهاً بالنمل ولكن بحجمٍ أكبر من الجرار
قد يكون مثل صرير الباب.
ربّما لم يكن أجمل مِنّا ولا أبشع مِنّا
وهو ربما يشبهنا ونسخةٌ طبق الأصل عنا،
وفي أحد النجوم لستُ أعرفُ أيُّها،
في أحد النجوم سيحدّثه سفيرنا
لستُ أعرفُ بأيّة لغة،
في أحد النجوم سيتحدّث معه سفيرنا،
سيقول له: رَفيق!
أعرف أنه سيبدأ الحديث بهذه الكلمة،
سيقول:
رَفيق!
لم آتِ الى كوكبك لأقيمَ القواعِدَ
أو لأطلب امتيازات البترول والفواكه
كما أنني لست راغباً في أن أبيع الكوكاكولا
بل أتيتُ أحييكَ بِاسمِ آمال الكرة الأرضيّة
بِاسمِ الخُبزِ دونَ مقابل
بِاسمِ القُرنفل دونَ مقابل بِاسمِ العمل السعيد
والراحة السعيدة
بِاسمِ شعار: "ان نكون شركاء في كلّ مكان، وفي كل شيء - عدا وجنةِ الحبيبة"
بِاسمِ البيوت والأوطان والعوالم وبِاسمِ أخوة الفضاء.
ناظم حكمت


***

الآن يرفع الستار يا مدينتي عن المجازر
عن وجه كلّ ثائر
عن الرياح كيف أصبحت تحارب
راية العدوّ في فضائنا مسنونة المخالب
وكيف قد هوت كحيّة
تعضّ في جراحها السواكب
عن اسمك المهيب يا جمال،
كيف ينسج الغرائب
والمعجزات والعجائب
وكيف كان شمسنا الخضراء في الدياجر
ووردة حمراء في ضفائر
أختي، وفي شبّاكها سربا من البلابل
وكيف كان بور سعيد
صخرة من اللهيب، غابة من السواعد
يا فارس الفوارس
صغنا لك الجواد من صباحنا
وشعبنا أهداك بيرق البيارق
خضنا به الرصاص
موجة من الزنابق
والنار موجة من النسائم
وكانت القيود في المعاصم
كعنكبوت في جنون جوعها
رمت خيوطها على العواصف
وفتح الإصرار زهرة
صدّاحة البراعم
وعضّ في جراحه العدو، والمتراس شاهق
وبورسعيد بندقية البنادق
وخندق الخنادق
شمس من الجراح قد تسمّرت في الليل
فوق جبهة المحارب
يا بورسعيد.. الفجر طالع،
هذا صياح الديك يوقظ الرصاص في البنادق
والرياح في الحرائق
وأوشك الصباح أن يمسّ راية المحارب
يا بور سعيد ليس روحك الوهّاج،
وحده يقاتل
ولا مدينتي وحيدة تقاتل
لك الشعوب رفرفت بنادق
وسرّجت لك البحار والسحائب
وصرخة الأحجار حجّرت
رصاص نيرانه فلم تعد قواطع
أنيابها القواطع
وفي عيونه تسمّر الدخان كالحصى،
كالشوك كالأظافر
قصيدة المتاريس
معين بسيسو


***

أيها الجنرالات
أيها الخونة:
أنظروا إلى المنزل الميت
أنظروا إلى اسبانيا الجريحة
ولكن يخرج من كل منزل معدن متوهج
ولكن من كل جرح من اسبانيا
تخرج اسبانيا،
وكل طفل ميت يخرج بندقية مع عيون،
ولكن مع كل جريمة تولد رصاصات
التي ستجد طريقها ذات يوم في قلبك.
وتسألون لماذا قصيدتي
لا تتحدث عن حلم، عن الأوراق،
عن البراكين الكبيرة في بلادي الأم؟
تعالوا شاهدوا الدم في الشوارع!
تعالوا شاهدوا الدم في الشوارع!
تعالوا شاهدوا الدم في الشوارع!
بابلو نيرودا


***
ما بعرفن ما شايفن
لفوا وجوهن بالقهر
ما بعرفن ما شايفن
خبوا سلاحن بالوعر
خبوا أساميهن
ما في حدا بشوفون
إلا إذا ماتوا
وتعلقوا متل التحف،
متل القمر عم ينخطف
منعدهن
صاروا عدد
متل الخطر
مارق ع سهل الجمر
ويعدّ دعساتن
عم يضهروا بالليل قدامهم نهر الدمع
عم يسبحوا ما دمّعوا
قلبي عليهن يضهروا
ما يرجعوا
ما يرجعوا
خبوا أساميهن
ما في حدا بشوفون إلا إذا ماتوا
وتعلقوا متل التحف
متل القمر عم ينخطف
منعدهن
صاروا عدد
متل الخطر
مارق على سهل الجمر
وبِعدّ دعساتن
عصام العبدالله