البديل موجود


الحركة الشعبية قالت كلمتها، من 17 تشرين حتى يومنا هذا: النظام سقط والنموذج السياسي - الاقتصادي الذي أرساه تحالف رأس المال المالي وزعماء ميليشيات الحرب خلال العقود الثلاثة الأخيرة انهار، وها هي تداعيات إنهياره تنهمر على رؤوسنا وجيوبنا وأحلامنا.

النظام جثّة محنّطة، تُحقن بالمورفين الداخلي والخارجي كي لا تتعفّن، وكي يظنّها البعض قابلةً للحياة. الانهيار الذي حصل تدفع ثمنه اليوم الفئات الفقيرة والمتوسطة، والطبقة العاملة والمعطّلون عن العمل منهم تحديداً. شرائح واسعة فقدت ثقتها بالنظام، وتريد بدائل قابلة للتحقيق.

إرادة التغيير موجودة، وكثيرون يعرفون ماذا يريدون وأي شكل لأيِّ نظامٍ يتأملون، لكنّ السؤال الأصعب دوماً هو كيف يحصل التغيير؟ نقطة الانطلاق ونقطة الوصول تتّفق على توصيفها قوى الاعتراض الوطني العلماني، لكنّ الطريق الواصل بين النقطتين صعب وغير واضح المعالم.

لعلّ المدخل الأساسي لتحقيق التغيير وتلمّس معالم طريقه الوعر هو أن ترى الأغلبية الصامتة والمنتفضة أنّ البدائل موجودة وممكنة. ليس قدراً أن تبقى أحزاب السلطة متحكّمةً بمصير البلاد ورقاب العباد وتقودهم نحو الهاوية.

لقد ظهّر البديل السياسي القادر على إنقاذ لبنان واللبنانيين نفسه في تظاهرة 13 حزيران، والتي دعت إليها لائحة طويلة من القوى والأحزاب والمجموعات ومن بينها الحزب الشيوعي اللبناني وحركة "مواطنون ومواطنات" والتنظيم الشعبي الناصري، ومعهم مكوّنات لقاء التغيير ومجموعات سياسية ومدنية وطلابية ونقابية واجتماعية ومناطقية تتّفق على طرح الحكومة الانتقالية بصلاحيات استثنائيّة تشريعية من خارج المنظومة الحاكمة لتقوم بمَهمّة الانقاذ الاقتصادي وتحميل الأعباء لمن حقّق الأرباح وراكم الثروات، وإعادة توزيع الثروة لتأمين الصحة والتعليم والبنى التحتية وتحفيز القطاعات المنتجة، أي لتحقيق العدالة الاجتماعية على حساب طبقة الـ 1 ٪.

البديل موجود، والبديل ممكن وقادر.

 

  • العدد رقم: 379
`


النداء